مشتهى الأجيال
اقتناع يخمد
إن أولئك الجموع الذين هربوا من الهيكل عادوا إليه بعد حين ببطء. كان الرعب الذي شملهم قد زايلهم الآن إلى حد ما . ولكن كانت تُرى على وجوههم سيماء التذبذب والجبن .وقد اندهشوا عندما رأوا أعمال يسوع واقتنعوا بأن النبوات الخاصة بمسيا قد تمت فيه . إن خطية انتهاك حرمة الهيكل استقرت على رؤوس الكهنة إلى حد كبير ، إذ بتدبيرهم استحالت دار الهيكل إلى سوق . أما الشعب فكانوا أبرياء نسبيا ، كما كانوا مقتنعين بسلطان يسوع الإلهي ، ولكن نفوذ الكهنة عليهم كان طاغيا . لقد اعتبروا رسالة المسيح بدعة وكانوا يشكون في أن له حق التدخل في ما قد أباحته سلطات الهيكل . لقد استاءوا لأن تلك التجارة قد قوطعت وبذلك أخمدوا صوت الروح القدس في قلوبهم فما عاد يبكتهم. ML 142.1
كان ينبغي للكهنة والرؤساء ، أكثر من جميع الناس ، أن يروا المسيح على أنه مسيح الرب ، لأن الأسفار المقدسة التي وصفت رسالته على حقيقتها كانت بين أيديهم ، وقد عرفوا أن تطهر الهيكل كان إعلانا لسلطان يفوق كل سلطان بشري. ومع أنهم كانوا يبغضون يسوع أشد البغض لم يستطيعوا التخلص من فكرة أنه قد يكون نبيا مرسلا من الله ليعيد إلى الهيكل قدسيته . فباحترام كان وليد هذا الخوف ذهبوا إليه وسألوه قائلين: “أَية آية تُرِيَنا حتَّى تَفعلَ هَذا؟” (يوحنا 2 : 18). ML 142.2