مشتهى الأجيال

111/684

الهيكل رمز

إن يسوع بتطهيره الهيكل كان يعلن عن رسالته بأنه مسيا ويبدأ عمله ، فذلك الهيكل الذي بني ليحل فيه الله كان يقصد به أن يكون درسا إيضاحيا لإسرائيل ولكل العالم. ومنذ أجيال الدهر كان قصد الله أن كل كائن من مخلوقاته ، من السرافيم القديسين المتسربلين بالنور ، إلى الإنسان ، يكون كل منهم هيكلا يسكنه الخالق . ولكن بسبب الخطية لم تعد البشرية هيكلا لله . وإذ أظلمت قلوب الناس وتنجست بالخطية أمست لا تعلن مجد الله .ولكن قصد السماء قد تم بتجسد ابن الله . فالله يسكن في البشرية . وبواسطة النعمة المخلصة يصبح القلب هيكلا له من جديد . وقد قصد الله أن يكون الهيكل في أورشليم شاهدا دائما على المصير السامي المقدم لكل نفس . ولكن اليهود لم يفهموا دلالة ذلك البناء الذي كانوا يكرمونه ويفخرون به . فلم يقدموا ذواتهم هياكل مقدسة لسكنى روح الله . وإن أروقة هيكل أورشليم التي علت فيها الضوضاء وامتلأت بالمتاجرة الدنسة كانت تمثل تمثيلا صادقا هيكل القلب الذي نجسته الأهواء والشهوات والأفكار النجسة . وإذ طهر يسوع الهيكل ممن كانوا يبيعون فيه ويشترون أعلن عن رسالته في تطهير القلب من نجاسات الخطية- من الشهوات العالمية والأهواء النفسانية والعادات الشريرة المفسدة للنفس. “ ” يأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به. هوذا يأتي، قال رب الجنود” ومن يحتمل يوم مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ لأنه مثل نار الممحّص، ومثل أشنان القصّار. فيجلس ممحّصاً ومنقياً للفضّة. فيُنقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة، ليكونوا مقرّبين للرب، تقدمة بالبر” (ملاخي 3 : 1 — 3). ML 139.1

“أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ إن كان أحد يفسد هيكل الله فيفسده الله، لأن هيكل الله مقدّس الذي أنتم هو” (1 كورنثوس 3 : 16 و 17). لا يستطيع أحد بنفسه أن يخرج من القلب الشرور التي قد احتلته ، ولكن يسوع هو وحده الذي يستطيع أن يطهر هيكل النفس . ولكنه لن يقتحم القلب أو يدخل عنوة . وهو لا يدخل القلب كما قد دخل الهيكل قديما، ولكنه يقول:“هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي” (رؤيا 3 : 20). إنه سيأتي لا لمجرد يوم واحد لأنه يقول: “إني سأسكن فيهم وأسير بينهم .. وهو يكونون لي شعباً”، “ يدوس آثامنا، وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم” (2 كورنثوس 6: 16 ؛ ميخا 7: 19). إن حضوره يطهر النفس ويقدسها حتى تصير “هيكلاً مقدساً في الرب” و “مسكنا لله في الروح” (أفسس 2 : 21، 22). ML 139.2