مشتهى الأجيال

9/684

تنفيذ التدبير

إن المسيح ببشريته قد لامس بشريتنا ، وبألوهيته يمسك بعرش الله. وكابن الإنسان كان مثالنا في الطاعة ، وكابن الله يعطينا القوة على أن نطيع . إن المسيح هو الذي تكلم إلى موسى من العليقة على جبل حوريب قائلا: “أهيه الَّذي أَهيه ... هكَذا تَقُولُ لِبني إِسرائِيلَ: أَهيه أَرْسلني إِليكُم” (خروج 3 : 14) . لأن هذا هو الضمان لخلاص إسرائيل وهكذا لما آتى في شبه الناس أعلن عن نفسه قائلا “أَهيه” . إن طفل بيت لحم ، المخلص الوديع والمتواضع القلب هو الله “ظَهر في اْلجسد” (1 تيموثاوس 3 : 16). وهو يقول لنا: “أَنا هو الراعي الصالِح”، “أَنا هو اْلخُبز اْلحي” ، “أَنا هو الطَّرِيقُ وَاْلحقُّ وَاْلحياةُ” ، “دُفع إِلي كُلُّ سلطانٍ في السماءِ وَعَلى الأَرْض” (يوحنا 10 : 11 ؛ 6 : 51 ؛ 14 : 6، متى 28 : 18). “أَهيه” فيها تحقيق وضمان لكل وعد . أنا هو لا تخافوا . “اَللهُ معنا” هو ضمان خلاصنا من الخطية ، ويقين قدرتنا على إطاعة شريعة السماء ML 22.1

وفي تنازله ليتخذ لنفسه جسم بشريتنا أعلن المسيح خلقه الذي هو على نقيض أخلاق الشيطان. ولكنه انحدر إلى دركة أدنى من ذلك في طريق اتضاعه: “وَإِذْ وُجِد في اْلهيئَة كَإِنسانٍ ، وَضع نَفسه وَأَطاعَ حتَّى اْلموتَ موتَ الصليبِ” (فيلبي 2 : 8) . وكما أن رئيس الكهنة كان ينزع عنه ثيابه الرسمية الفاخرة ، ويخدم في ثوب من الكتان الأبيض الذي كان يلبسه أي كاهن عادي ، كذلك المسيح أخذ صورة عبد ، وقدم ذبيحة. فكان هو الكاهن وهو الذبيحة: “وَهو مجروحٌ لأَجلِ معاصيَنا ، مسحوقٌ لأَجلِ آَثامنا . تَأْدِيب سلامنا عليه ، وَبِحبرِهِ شُفيَنا” (إشعياء 53 : 15). ML 22.2

لقد عومل المسيح بالمعاملة التي كنا نستحقها لكي نُعامل نحن بالمعاملة التي يستحقهما هو. لقد دين لأجل خطايانا التي لم يشترك فيها لكي نتبرر نحن ببره الذي لم نشترك فيه لقد قاسى آلام الموت التي كانت لنا حتى ننال الحياة التي كانت له: “وَبِحبرِهِ شُفيَنا” (إشعياء 53 : 5). ML 23.1