مشتهى الأجيال
يطلبان يسوع
وإذ ترك ذانك التلميذان يوحنا ذهبا يطلبان يسوع. وكان أندراوس أخو سمعان أحد التلميذين ، أما التلميذ الآخر فهو يوحنا البشير . فكان هذان التلميذان أول من تتلمذا للمسيح. وقد تبعا يسوع مدفوعين بدافع قوي لا يقاوم- وكانا يتوقان إلى التحدث معه ، ومع ذلك فقد كانا متهيبين وصامتين ، وكانا غارقين في التفكير في هذا السؤال: “أهذا هو مسيا”؟ ML 118.1
علم يسوع أن ذينك التلميذين يتبعانه ، وكانا باكورة ثمار خدمته فامتلأ قلب ذلك المعلم الإلهي فرحا لأن ذينك الشخصين قد استجابا لنداء نعمته. فالتفت إليهما مع ذلك وسألهما قائلا: “ماذَا تَطْلبانِ؟” (يوحنا 1 : 38). لقد كان يريد أن يترك لهما الحرية في أن يرجعا أو أن يخبراه برغبتهما. ML 118.2
ولكنهما كانا يحسان أن لهما غرضا واحدا ، وكان يشغل أفكارهما شخص واحد. فصاحا: “ربَي ... أَين تَمكُثُ؟” (يوحنا 1 : 38). إنهما لم يكونا يستطيعان في فترة ذلك اللقاء القصير على جانب الطريق أن يستوعبا ما كانا يتوقان إلى تعلمه . لقد رغبا في الانفراد بيسوع والجلوس عند قدميه وسماع كلامه. ML 118.3
“ فقال لهنا: “ تعاليا وانظرا”. فأتيا ونظرا أين كان يمكث، ومكثا عنده ذلك اليوم” (يوحنا 1 : 39). ML 118.4
لو كان يوحنا واندراوس عديمي الإيمان كالكهنة والرؤساء لما كانا يجلسان عند قدمي يسوع ليتعلما منه بل كانا يأتيان لينتقداه ويحكما على كلامه. إن كثيرين يوصدون الباب في وجه أثمن الفرص . ولكن هذين التلميذين لم يتصرفا هكذا ، بل استجابا لنداء الروح القدس في كرازة يوحنا المعمدان . وها هما الآن يميزان صوت المعلم السماوي ، فوجدا في كلام المسيح كل عذوبة وصدق وجمال . وقد أشرق نور إلهي على أسفار العهد القديم وما بها من تعاليم ، وظهر أمامهما الحق المتعدد الجوانب في نور جديد. ML 118.5
إن التوبة والانسحاق والإيمان والمحبة هي التي تعين النفس على قبول حكمة من السماء، وإن الإيمان العامل بالمحبة هو مفتاح المعرفة ، وكل من يحب “ يعرِفُ الله” (1 يوحنا 4: 7). ML 119.1