مشتهى الأجيال
التلاميذ الأول
لقد كان التلميذ يوحنا رجلا حارا وعميقا في محبته ، غيورا ولكن كثير التأمل. لقد بدأ يرى مجد المسيح- لا العظمة العالمية التي كان قد تعلم أن ينتظرها ، بل ذلك المجد “كَما لِوحيد من الآبِ ، ممُلوءًا نعمةً وَحقا” (يوحنا 1 : 14). كان مستغرقاً في تأمله في الموضوع العجيب . ML 119.2
وقد طلب أندراوس أن يشرك معه غيره في الفرح الذي ملأ قلبه ، فذهب يبحث عن أخيه سمعان وإذ وجده صاح قائلا: “قَد وَجدنَا مسيا” (يوحنا 1 : 13). ولم ينتظر سمعان دعوة ثانية . كان هو أيضاً قد سمع كرازة يوحنا المعمدان فأسرع إلى المخلص . وإذ استقرت عليه عين المسيح عرف أخلاقه وتاريخه . لقد عرف المخلص طبيعة بطرس المندفعة وقلبه المحب العطوف وطموحه وثقته بنفسه وتاريخ سقوطه وتوبته ، وخدماته في الحقول التبشيرية وموته شهيدا- عرف يسوع ذلك كله فقال له: “أَنْتَ سمعان بن يونَا .أَنْتَ تُدعى صفَا الَّذي تَفْسيرهُ: بطْرسُ” (حجر) — (يوحنا 1 : 42). ML 119.3
“في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل، فوجد فيلبس فقال له: “اتبعني” (يوحنا 1 : 43)، فامتثل فيلبس لأمر المسيح، وفي الحال بدأ هو أيضاً يخدمه. ML 119.4
وفيلبس دعا نثنائيل ، وكان نثنائيل هذا بين الجمع عندما أشار المعمدان إلى يسوع قائلا إنه حمل الله. وإذ نظر نثنائيل إلى يسوع خاب أمله . فهل هذا الإنسان الذي تبدو عليه سمات الفقر والكدح يمكن أن يكون هو مسيا؟ إلاّ أن نثنائيل لم يقدر أن يقرر رفض يسوع، لأن رسالة المعمدان أدخلت الاقتناع إلى قلبه . ML 119.5
وفي الوقت الذي دعاه فيه فيلبس ، كان نثنائيل معتكفا في حديقة هادئة ليتأمل في إعلان المعمدان والنبوات الخاصة بمسيا ، فصلى طالبا من الله أن يعرفه ما إذا كان من قد أعلن عنه المعمدان هو المخلص. وقد استقر عليه الروح القدس مؤكدا له أن الله قد افتقد شعبه وأقام لهم قرن خلاص. وقد عرف فيلبس أن صديقه كان يفتش النبوات . وإذ كان نثنائيل مستغرقا في الصلاة تحت شجرة تين عرف فيلبس مكانه إذ كثيرا ما كانا يصليان معا في ذلك المكان المنعزل الذي تحجبه الأشجار. ML 119.6