مشتهى الأجيال

73/684

الفصل الثاني عشر—التجربة

“أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان يقتاد بالروح في البرية” (لوقا 4 : 1). إن ما قاله مرقس بهذا الصدد له دلالة أعظم إذ يقول: “وللوقت أخرجه الروح إلى البرية، وكان هناك في البرية أربعين يوماً يجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش”، “ولم يأكل شيئاً في تلك الأيام” (مرقس 1 : 2، 13 ؛ لوقا 4 : 2). ML 95.1

إن يسوع عندما اقتيد إلى البرية لكى يجرب كان منقادا بروح الله. إنه لم يداعب التجربة . لقد انطلق إلى البرية لينفرد بنفسه ، ليتأمل في رسالته وعملة . وإذ صام وصلى كان عليه أن يعد نفسه للسير في الطريق المخضب بالدم الذي كان عليه أن يسلكه . ولكن الشيطان علم أن المخلص قد ذهب إلى البرية فظن أن هذا أنسب وقت فيه يقترب منه. ML 95.2

إن نتائج عظيمة وحوادث هامة وخطيرة لأجل العالم كانت في خطر عظيم في ذلك الصراع الهائل بين رب النور ورئيس مملكة الظلام. فبعدما جرب الشيطان الإنسان فأخطأ ادعى إبليس أن الأرض له وخلع على نفسه لقب رئيس هذا العالم . فبعدما جعل طبيعة أبوينا الأولين مشابهة ومطابقة لطبيعته ظن أنه سيقيم ملكوته هنا في العالم ، وأعلن أن الناس قد اختاروه ملكا وسيدا عليهم . وعن طريق سيطرته على الناس بسط سلطانه على العالم ، فأتى المسيح ليكذِّب ادعاءات الشيطان . وكابن الإنسان قصد المسيح أن يكون وفيا ومخلصا لله . وهكذا يتبرهن أن الشيطان لم يسيطر على الجنس البشري سيطرة كاملة، وأن ادعاءه بأنه رئيس العالم هو ادعاء كاذب . وكل من تاقوا للتحرر من سلطانه يمكن أن تُردّ لهم حريتهم . إن المملكة التي خسرها آدم بالخطية سترد له. ML 95.3