مشتهى الأجيال

667/684

في رفقة يسوع

بعد ذلك سار يسوع مع بطرس وحدهما لأنه كان يريد أن يحادثه على انفراد . كان يسوع قد قال له قبيل موته: “حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيراً. قال له بطرس: لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن؟ إني أضع نفسي عنك!” (يوحنا 13 : 36 و 37). عندما قال بطرس هذا لم يكن يعلم إلى أي المرتفعات والمنخفضات ستقوده خطوات المسيح . وقد فشل بطرس في الامتحان . ومع هذا فقد بقيت فرصة أخرى فيها يبرهن بطرس على محبته للمسيح . ولكي يقوى على احتمال الامتحان النهائي لإيمانه كشف له المخلص الستار عن المستقبل . فقال له إنه بعد حياة يقضيها في عمل نافع وتدركه الشيخوخة وتضعف قواه فسيتبع سيده حقا . قال له يسوع: “الحق الحق أقول لك: لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزعماً أن يمجّد الله بها” (يوحنا 21 : 18 و 19). ML 769.1

هكذا أعلن يسوع لبطرس نفس الكيفية التي كان مزمعا أن يموت بها ، بل لقد أنباه عن مد يديه على الصليب . ثم قال له: “اتبعني” (يوحنا 21 : 19). ولم يضعف قلب بطرس بسبب هذا الإعلان . فلقد أحس بأنه على أتم الاستعداد لاحتمال أية ميتة لأجل سيده. ML 769.2

كان بطرس قبل ذلك يعرف المسيح حسب الجسد كما يعرفه كثيرون اليوم . ولكن لم يكن له أن يظل محدود الأفق . ما عاد الآن يعرف سيده كما قد عرفه في معاشرته له في الجسد البشري . لقد أحبه كإنسان وكمعلم مرسل من السماء ، أما الآن فيحبه كالله . كان قد تعلم أن المسيح بالنسبة إليه هو الكل في الكل . أما الآن فهو مستعد لأن يقاسم سيده خدمة التضحية . وعندما جيء به إلى الصليب صلبوه منكس الرأس كطلبه . فلقد أحس أنه لو صلب كما قد صلب سيده لكان ذلك شرفا لا يستحقه. ML 769.3