مشتهى الأجيال
الفصل السابع والسبعون — “ هوذا الإنسان! ”
ها هو المسيح يقف موثق اليدين كأسير في دار ولاية بيلاطس الوالي الروماني. وحول المسيح يقف حراس من الجنود ، وها الناس يتقاطرون على الدار التي كادت تغص بالمشاهدين . وخارج الباب قضاة السنهدريم والكهنة والرؤساء والشيوخ والرعاع. ML 684.1
إن رجال السنهدريم بعدما حكموا بإدانة يسوع أتوا إلى بيلاطس حتى يثبت الحكم وينفذه. ولكن هؤلاء الرؤساء اليهود لم يريدوا دخول دار الولاية الرومانية . فبموجب شريعتهم الطقسية يحسبون نجسين لو دخلوا إلى دار الولاية ، وبذلك يحرمون من الاشتراك مع الشعب في الاحتفاء بعيد الفصح . إنهم في عماهم لم يروا أن عداوتهم القاتلة ليسوع قد نجست قلوبهم . ولم يروا أن المسيح هو خروف الفصح الحقيقي ، فحيث قد رفضوه فيكون العيد العظيم بالنسبة إليهم قد فقد معناه ودلالته. ML 684.2
وعندما أتي بالمخلص إلى دار القضاء لم ينظر إليه بيلاطس نظرة ود أو صداقة. لقد استدعى ذلك الحاكم الروماني من حجرة نومه على عجل فصمم على أن ينهي عمله بأسرع ما يمكن . كان على استعداد لأن يعامل أسيره بقسوة واستبداد . وإذ طبع على وجهه أقسى مظاهر العبوسة التفت ليرى أي نوع من الناس هذا الإنسان الذي سيفحصه حتى أنه أوقظ من نومه في مثل هذه الساعة المبكرة لكي يحكم في أمره . وقد عرف أنه لابد أن يكون واحدا ممن كان رؤساء اليهود يتوقون إلى محاكمتهم وإيقاع القصاص بهم بسرعة. ML 684.3