مشتهى الأجيال

57/684

الفصل العاشر—صوت صارخ في البرية

لقد قام سابق المسيح ورائده من وسط تلك الجماعة الأمينة في إسرائيل التي ظلت تنتظر مجيء مسيا أمدا طويلا. كان زكريا الكاهن الشيخ وامرأته أليصابات “كلاهما بارَّينِ أَمامَ اللهِ” (لوقا 1 : 16). وفي حياتهما الهادئة المقدسة كان يشرق نور الرجاء كنجم لامع بدد ظلمة تلك الأيام الشريرة . وقد أعطي لهذين الزوجين الصالحين الوعد بأنهما سينجبان ابنا يتقدم أمام وجه الرب ليعد طرقه. ML 78.1

كان زكريا يعيش في إقليم اليهودية الجبلي ، ولكنه كان قد صعد إلى أورشليم ليخدم مدة أسبوع في الهيكل ، خدمة كان يطلب من كل الكهنة أن يقوموا بها مرتين في كل عام كل في نوبة فرقته ، “فَبيَنما هو ي كهن في نَوبة فرَقته أَمامَ اللهِ ، حسب عادَةِ اْلكهنُوتِ ، أَصابْته اْلقُرعةُ أَنْ يدخُلَ إِلى هيكلِ الربِّ وَيبخِّر” (لوقا 1 : 8، 9). ML 78.2

كان واقفا أمام مذبح الذهب في المسكن ، وكانت سحابة البخور تصعد أمام الله مصحوبة بصلوات إسرائيل. وفجأة أحس بوجود كائن سماوي . فقد كان ملاك الله “وَاقفًا عن يمينِ مذبحِ اْلبخُورِ” (لوقا 1 : 11) ، وكان موقف الملاك دليلا على الرضى الإلهي، ألا أن زكريا لم يلاحظ ذلك . لقد ظل سنين طويلة يصلي طالبا مجيء الفادي ، وها هي السماء ترسل الآن رسولها ليعلن له أن تلك الصلوات ستستجاب في وقت قريب . ولكن تراءى له أن رحمة الله عظيمة جدا بحيث لا يستحقها إنسان مثله ، وقد امتلأ خوفا واستذنابا لنفسه. ML 78.3