مشتهى الأجيال

591/684

يعامل كمجرم

أصدر السنهدريم حكمه بأن يسوع يستوجب الموت . ولكن محاكمة أي أسير في الليل كانت نقضا للشريعة اليهودية . ففي المحاكمات القانونية ما كان يمكن عمل شيء إلا في نور النهار وأمام المجمع بكامل أعضائه . ولكن بالرغم من ذلك كله عومل المخلص كما لو كان مجرما مقضيا عليه ، فأسلم لأيدي أحط الناس وأنجسهم ليسخروا ويمثلوا به . وكان في داخل قصر رئيس الكهنة دار فضاء اجتمع فيها الجند والجمع ، فأخذ يسوع عبر هذه الدار إلى غرفة الحراس . وكان الناس من كل جانب يسخرون به لأنه قال أنا ابن الله . وجعلوا يرددون كلامه الذي فاه به حين قال: “ ... جالساً عن يمين القوة”، “وآتياً على سحاب السماء” في تهكم لاذع . وإذ كان في غرفة الحراس منتظرا محاكمته القانونية لم يكن يوجد من يدفع عنه الأذى . لقد رأى السوقة الأغبياء كيف عومل يسوع بكل قسوة أمام المجمع ، ومن أجل هذا صرحوا لأنفسهم بأن يظهروا كل ما في قلوبهم من عناصر شيطانية . إن نفس نبل المسيح ومنظره الإلهي ساقهم إلى الجنون . ووداعته وبراءته وصبره الإلهي- كل ذلك ملأهم بالكراهية الشيطانية . لقد داسوا على الرحمة والعدل . إنه لم يسبق لأي مجرم أن عومل بمثل تلك القسوة المجردة من الإنسانية كما عومل ابن الله. ML 669.4

ولكن كان هنالك عذاب أقسى تمزق له قلب يسوع . إن الضربة التي أحدثت في نفسه أقسى الآلام لم يكن أي عدو يستطيع أن يوقعها عليه . فإذ كان يحاكم تلك المحاكمة الزائفة أمام قيافا كان أحد تلاميذه ينكر. ML 670.1