مشتهى الأجيال
مواعيد بإعطاء القوة
ثم قال لهم: “قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 16 : 33). إن المسيح لم يفشل قط ولا يئس . فعلى تابعيه أن يظهروا إيمانا صبوراً كإيمانه . عليهم أن يعيشوا كما عاش هو ويخدموا كما قد خدم لأنهم يعتمدون عليه كمن هو سيد العاملين . وينبغي أن تكون عندهم الشجاعة والنشاط والمثابرة اللازمة لهم . ومع إن طريقهم تكتنفه صعوبات يبدو تخطيها مستحيلا فعليهم بنعمته أن يتقدموا . وبدلا من أن يحزنوا أو ينوحوا لوجود الصعوبات فإنهم مدعوون للتغلب عليها . عليهم ألا ييأسوا من شيء بل أن يرجوا في كل شيء . لقد ربطهم المسيح بعرش الله بسلاسل محبته الذهبية التي لا تبارى . إن غايته هي أن أسمى قوة في الوجود المنبعثة من مصدر كل قوة تعطى لهم . يجب أن تكون عندهم قوة لمقاومة الشر ، قوة لا تقدر الأرض أو الموت أو الجحيم أن تقهرها ، قوة تعينهم على الانتصار كما انتصر المسيح. ML 647.1
إن المسيح يقصد أن نظام السماء وخطة السماء للحكم وانسجام السماء الإلهي يتمثل في كنيسته على الأرض . فبهذه الكيفية يتمجد في وسط شعبه . وعن طريقهم سيشرق شمس البر بنوره الباهر مبددا ظلام العالم . لقد منح المسيح كنيسته تسهيلات كثيرة لكي يحصل من مفدييه اللذين هم ميراثه المقتنى على مجد عظيم . كما منح شعبه إمكانيات وبركات لتمثل كفايته وغنى نعمته ومحبته . إن الكنيسة وقد وهب لها بر المسيح هي مستودعه ، وفيها سيبدو غنى رحمته ونعمته ومحبته في أجمل وأكمل مظهر . إن المسيح ينظر إلى شعبه في طهارتهم وكمالهم على أنهم مكافأته عن اتضاعه وكمال مجده - المسيح المركز العظيم الذي منه يتلألأ كل المجد وبكلمات الرجاء القوية أنهى المخلص تعاليمه . وبعد ذلك سكب عبء نفسه في صلاة لأجل تلاميذه . فرفع عينيه إلى السماء وقال . “أيها الآب، قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضاً، إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته. وهذه هي الحياة الأبدرية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” (يوحنا 17 : 1 — 13). ML 647.2
لقد أكمل المسيح العمل الذي أعطي له ليعمله وقد مجد الله على الأرض وأظهر اسم الآب ، وحشد الذين كان عليهم أن يقوموا بعمله بين الناس . ثم قال: “وأنا ممجّد فيهم. ولست أنا بعد في العالم، وأما هؤلاء فهم في العالم، وأنا آتي إليك. أيها الآب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحداً كما نحن” (يوحنا 17 : 10، 11). “ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحداً .. أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكمّلين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني” (يوحنا 17 : 20 و 21 و 23). ML 647.3
هكذا يستودع المسيح كنيسته المختارة بين ذراعي الآب بلغة من له سلطان إلهي .فكرئيس كهنة مكرس للرب يتشفع في شعبه ، وكراع أمن يجمع قطيعه تحت ظل الله القدير والملجأ القوي الأمين . وقد بقيت عليه آخر معركة يخوضها ضد الشيطان . وها هو يخرج ليواجه تلك المعركة. ML 648.1