مشتهى الأجيال

573/684

الفصل الرابع والسبعون—ليلة في بستان

سار المخلص على مهل في صحبة تلاميذه إلى بستان جثسيماني . وكان نور القمر الفضي في ليلة الفصح وقد صار بدرا يضيء في تلك الليلة الصافية . وكانت المدينة التي نصبت في أرجائها خيام الحجاج هادئة ساكنة. ML 649.1

كان يسوع يتحدث بكل جد واهتمام مع تلاميذه وهو يعلمهم . ولكنه عندما اقترب من جثسيماني صمت صمتا غريبا . لقد سبق له أن زار هذه البقعة مرارا للتأمل والصلاة . ولكنه لم يكن قط مثقل القلب بالحزن كما كان في هذه الليلة ، ليلة آلامه الأخيرة . إنه مدى سني حياته على الأرض كان يسير في نور حضرة الله . وعندما كان يشتبك في صراع مع أناس أشرار بتحريض من روح الشيطان ذاتها أمكنه أن يقول: “والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه” (يوحنا 8 : 29). أنا الآن فقد بدا وكأنه منفي بعيدا عن نور وجه الله المعزي والمعين . ها هو الآن يحصى مع أثمة فعليه أن يحمل آثام الجنس البشري الساقط . فذاك الذي لم يعرف خطية ينبغي أن يوضع عليه إثم جميعنا . إن الخطية تبدو أمامه مخيفة جدا ، وعبء الآثام الذي عليه أن يحمله يبدو ثقيلا وهائلا جدا حتى لقد جرب أن يخشى لئلا ينفيه إلى الأبد بعيدا عن محبة أبيه . وإذ أحس بهول غضب الله ضد العصيان قال: “نفسي حزينة جداً حتى الموت” (مرقس 14 : 34). ML 649.2