مشتهى الأجيال

521/684

درس في العطاء والبذل

إن المسيح يقرن بهذا الحق درس التضحية الذي ينبغي للجميع أن يتعلموه فيقول: “من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية” (يوحنا 12 : 25). فكل من يريدون أن يأتوا بثمر كعاملين مع المسيح عليهم أولا أن يقعوا في الأرض ويموتوا . ينبغي أن تلقى الحياة في أتلام حاجة العالم . يجب أن يموت حب الذات والمصلحة الشخصية . إن قانون تضحية النفس هو قانون حفظها . إن الفلاح يحتفظ بحنطته إذ يلقي بها بعيدا . وهذا يصدق على الحياة البشرية . فالبذل هو الحياة . والحياة التي تحفظ هي التي تبذل بكل سخاء في خدمة الله والناس . فأولئك الذين يضحون بحياتهم في هذا العالم لأجل المسيح يحفظونها لحياة أبدية. ML 589.5

إن الحياة التي تنفق لأجل الذات تشبه حبة الحنطة التي تؤكل ، فهي تختفي ولكنها لا تظهر بعد ذلك ومن ثم لا يكون لها ثمر . يمكن لإنسان أن يجمع للذات كل ما يستطيع فيعيش ويفكر ويدبر للذات ولكن حياته تنقضي فلا يبقى له شيء . فقانون خدمة الذات هو قانون هلاكها. ML 590.1

قال يسوع أيضاً: “إن كل أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب” (يوحنا 12 : 26). إن كل من قد حملوا مع يسوع صليب التضحية سيكونون شركاءه في المجد وإن سرور المسيح في اتضاعه وآلامه كان أن تلاميذه سيشاركونه في مجده . إنهم ثمرة تضحيته بذاته . كما أن انطباع صفاته وروحه في قلوبهم هو مكافأته وسيكون ذلك موضوع فرحه مدى الأبدية . وهذا الفرح الذي سيشاركونه فيه كثمرة من ثمار تعبهم وتضحيتهم يرى في قلوب الآخرين وحياتهم . إنهم عاملون مع المسيح ، والآب سيكرمهم كما يكرم ابنه. ML 590.2