مشتهى الأجيال
يفصلون أنفسهم عن الله
لقد أبكم الفريسيون والصدوقيون جميعا . ثم دعا يسوع تلاميذه وتأهب لمبارحة الهيكل ، ليس كمن قد انهزم وأرغم على الانصراف من أمام خصومه بل كمن قد أتم عمله . لقد خرج من ذلك الصراع ظافرا منتصرا. ML 586.1
إن تلك الدرر التي خرجت من بين شفتي المسيح في ذلك اليوم الكثير الوقائع قد أودعها كثيرون في قلوبهم . فبالنسبة إليهم بدأت في الحياة آراء جديدة وأوقظت أشواق جديدة وبدأ تاريخ جديد . وبعد صلب المسيح وقيامته تقدم هؤلاء الناس إلى الأمام وأتموا مأموريتهم الإلهية بحكمة وغيرة متناسبتين مع عظمة العمل . لقد حملوا رسالة وصلت إلى قلوب الناس ، رسالة أضعفت قوة الخرافات القديمة التي أوهنت حياة آلاف الناس . وأمام شهادتهم بدت النظريات والفلسفات البشرية كخرافات عاطلة . وقد كانت النتائج التي حدثت من أثر أقوال المخلص عظيمة جدا في نظر ذلك الجمع المندهش المرتعب في هيكل أورشليم . ML 586.2
إن إسرائيل كأمة قد فصلوا أنفسهم عن الله . لقد قطعت أغصان الزيتونة الطبيعية . فإذ نظر يسوع إلى داخل الهيكل ؟ لأخر مرة قال بشجن مفجع محزن: “هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. لأني أقول لكم: إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب!” (متى 23 : 38 و 39). كان قبل ذلك يدعو الهيكل بيت ابيه ، أما الآن ففيما كان ابن الله خارجا من الهيكل انسحب حضور الله إلى الأبد من ذلك الهيكل الذي قد بني لمجده . ومنذ ذلك الحين صارت طقوسه بلا معنى وخدماته سخرية لاذعة. ML 586.3