مشتهى الأجيال
سافكو دم
إن اليهود لم يكونوا يحسون بمسؤوليتهم الهائلة في رفضهم للمسيح . فمنذ الوقت الذي أهرق فيه دم أول إنسان عندما ذبح قايين أخاه هابيل الصديق ، ونفس ذلك التاريخ يتكرر مع تفاقم الجرائم . ففي كل عصر كان الأنبياء يرفعون أصواتهم ضد خطايا الملوك والولاة والشعب وهم يخاطبونهم بالكلام الذي وضعه الله في أفواههم وقد أطاعوه مخاطرين بحياتهم . ومن جيل إلى جيل تجمعت الدينونة والقصاص الرهيب على رؤوس رافضي النور والحق . وكان أعداء المسيح يستمطرون هذا القصاص فوق رؤوسهم . إن خطية الكهنة والرؤساء كانت أعظم وأثقل من كل ما ارتكبه الناس في العصور السالفة . وبرفضهم للمخلص أوقعوا أنفسهم تحت مسؤولية دم كل الناس الأبرار الذين قتلوا من أيام هابيل إلى أيام المسيح . كان كأس إثمهم قد فاض وكان مزمعا أن ينصب على رؤوسهم في نقمة عدل الله . وقد قال يسوع بهذا الصدد: ML 584.1
“لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض، من دم هابيل الصدّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل!” (متى 23 : 35 و 36). ML 584.2
لقد عرف الكتبة والفريسيون الذين سمعوا كلام يسوع أن ذلك الكلام حق . وقد عرفوا كيف مات زكريا النبي . فإذ كان ينطق بكلام الإنذار من قبل الله تسلط على الملك المرتد غضب شيطاني وبأمره قتل النبي وقد رش من دمه على نفس أحجار رواق الهيكل ولم يمكن محو ذلك الدم بل بقي ليكون شهادة على ارتداد إسرائيل . وطالما كان الهيكل باقيا بقيت لطخات ذلك الدم الزكي صارخة تطلب الانتقام . وإذ أشار يسوع إلى تلك الخطايا المخيفة سرت في ذلك الجمع هزة رعب. ML 584.3