مشتهى الأجيال

497/684

الحجر المرفوض

إن المسيح إذ اقتبس النبوة الخاصة بالحجر المرفوض كان يشير إلى حادث وقع بالفعل في تاريخ إسرائيل ، وكان له علاقة ببناء الهيكل الأول ، ففي حين كان لها تطبيق خاص في مجيء المسيح الأول وكان ينبغي أن تروق لليهود بقوة خاصة فإن فيها لنا نحن أيضا درسا ثمينا . عندما أقيم هيكل سليمان أعدت الحجارة الضخمة التي كان سيبنى بها الأساس والجدران ، في مقطع الأحجار ، إذ بعد الإتيان بها إلى مكان البناء لم يكن مسموحا بأن ترفع عليها فأس أو معول أو إزميل ، ولم يكن على الفعلة إلاّ أن يضعوا كل حجر في المكان المخصص له . وقد أتي بحجر كبير الحجم جدا وغريب الشكل ليوضع في الأساس. ولكن الفعلة لم يجدوا له مكانا يناسبه فلم يقبلوه . وإذ كان ملقى هكذا في طريقهم دون أن يستعمل كان مصدر كدر ومضايقة لهم . وقد ظل مرفوضا ومطروحا أمدا طويلا . ولكن عندما أراد البناؤون أن يضعوا حجر الزاوية بحثوا طويلا لعلهم يجدون حجرا ضخما ومتينا يتناسب شكله مع شكل الزاوية ليشغل ذلك الفراغ الخاص ويتحمل ثقل البناء كله . فلو أنهم اختاروا اختيارا طائشا لهذا المكان الهام فإن سلامة البناء كله تتعرض للخطر . فينبغي لهم أن يجدوا حجرا يتحمل حرارة الشمس وتأثير الجليد وقوة العواصف .ففي أوقات مختلفة اختيرت عدة أحجار ولكنها كلها تحطمت تحت ثقل الضغط الشديد ، ولم يكن للأحجار الأخرى أن تتحمل تجربة تقلبات الطقس المباغتة . ولكن الأنظار اتجهت أخيرا إلى ذلك الحجر الذي ظل مرفوضا أمدا طويلا . لقد تعرض لحر الشمس والهواء والعواصف دون أن يظهر فيه شق صغير . وقد فحص البناؤون هذا الحجر . لقد صمد لكل امتحان إلا امتحانا واحدا ، فلو أمكنه تحمل الضغط الشديد فسيقررون قبوله كحجر الزاوية . وقد أجري الامتحان وقبل الحجر ووضع في المكان المخصص له ووجد أنه يناسبه تماما . ولقد أظهر لإشعياء في رؤيا نبوية أن هذا الحجر كان رمزا للمسيح . فيقول إشعياء: ML 562.1

“قدّسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مقدّساً وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتي إسرائيل، وفخّاً وشركاً لسكّان أورشليم. فيعثر بها كثيرون ويسقطون، فينكسرون ويعلقون فيلقطون”. وإذ حمل النبي عبر الأجيال في الرؤيا النبوية إلى مجيء المسيح الأول أظهر لذلك النبي أن المسيح سيتحمل تجارب واختبارات كانت المعاملة التي عومل بها حجر زاوية هيكل سليمان رمزا إليها ، “لذلك هكذا يقول السيد الرب: هأنذا أؤسس في صهيون حجراً، حجر امتحان، حجر زاوية كريماً، أساساً مؤسساً” (إشعياء 8 : 13 — 15 ؛ 28 : 16). ML 562.2