مشتهى الأجيال

496/684

يدينون أنفسهم

وإذ نظر إليهم المخلص بحزن وإشفاق استطرد يقول: “أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية؟ من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا! لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل أثماره. ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه!” (متى 21 : 42 — 44). ML 561.1

لقد ظل اليهود يرددون هذه النبوة في المجامع على أنها تنطبق على مسيا. لقد كان المسيح هو حجر الزاوية في النظام اليهودي وتدبير الخلاص بجملته . هذا الحجر الأساسي كان البناؤون اليهود الذين هم كهنة إسرائيل ورؤساؤه يرفضونه الآن . وقد وجه المخلص التفاتهم إلى النبوات الدالة على خطر موقفهم . وبكل وسيلة وجهد أراد أن يوضح لهم طبيعة العمل الذي كانوا مزمعين أن يعملوه. ML 561.2

كان يستهدف غرضا آخر في كلامه. فإذ سألهم المسيح قائلا: “فمتى جاء صاحب الكرم، ماذا يفعل بأولئك الكرامين؟” كان يقصد أنهم يجيبون نفس ذلك الجواب وأن يدينوا أنفسهم . فإذ لم يكن لإنذاراته أن تسوقهم إلى التوبة فستختم على هلاكهم ، وكان يرغب في أنهم يرون أنهم هم الذين جلبوا الدمار على أنفسهم . كما قصد أن يريهم عدالة الله في انتزاع الامتيازات القومية منهم ، الأمر الذي قد بدأ فعلا والذي سيكون من عواقبه ليس فقط خراب هيكلهم ومدينتهم بل تشتت الأمة كلها. ML 561.3

لقد فطن سامعوه إلى ذلك الإنذار ولكن على الرغم من ذلك الحكم الذي حكموا به على أنفسهم ، فإن أولئك الكهنة والرؤساء كانوا مزمعين أن يكملوا تلك الصورة بقولهم: “هذا هو الوارث! هلمّا نقتله” (متى 21 : 38). “وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه، خافوا من الجموع، لأنه كان عندهم مثل نبي” (متى 21 : 46). لأن الرأي العام كان في جانب المسيح. ML 561.4