مشتهى الأجيال

495/684

الكرامون الأشرار

قال المسيح: “اسمعوا مثلاً آخر: كان إنسان رب بيت غرس كرماً، وأحاطه بسياج، وحفر فيه معصرة، وبنى برجاً، وسلّمه إلى كرّامين وسافر. ولمّا قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرّامين ليأخذ أثماره. فأخذ الكرّامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً. ثم أرسل أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين، ففعلوا بهم كذلك. فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني! وأما الكرّامون فلمّا رأوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث! هلمّوا نقتله ونأخذ ميراثه! فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم، ماذا يفعل بأولئك الكرّامين؟” (متى 21 : 33 — 40). ML 560.2

كان يسوع يخاطب كل الشعب الماثلين أمامه ، ولكن الكهنة والرؤساء أجابوه قائلين: “ أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً رديا، ويسلّم الكرم إلى كرّامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها” (متى 21: 41). إن أولئك المتكلمين لم يلاحظوا بادئ ذي بدء تطبيق المثل ، ولكنهم أدركوا الآن أنهم إنما نطقوا بحكم الدينونة على أنفسهم . نجد في المثل أن رب البيت يمثل الله ، والكرم يمثل الأمة اليهودية ، والسياج يمثل شريعة الله التي كانت واقيا لهم ، والبرج يرمز إلى الهيكل. لقد عمل صاحب الكرم كل ما يلزم لنجاح كرمه . وهو يقول: “ماذا يصنع أيضاً لكرمي وأنا لم أصنعه له؟” (إشعياء 5 : 4). وهكذا صوّر المسيح رعاية الله لإسرائيل التي لا تكل . وكما كان يجب على الكرامين أن يقدموا للسيد في مقابل ذلك كمية مناسبة من ثمر الكرم كذلك كان من واجب شعب الله أن يقدموا له الإكرام المطابق لامتيازاتهم المقدسة . ولكن كما قتل الكرامون العبيد الذين أرسلهم السيد في طلب الأثمار كذلك قتل اليهود الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم يدعونهم للتوبة . لقد قتلوا رسولا بعد رسول. إلى هنا لم يكن مجال للشك والتساؤل في تطبيق المثل ، والكلام الذي تلا ذلك لم يكن أقل وضوحا . لقد رأى الكهنة والرؤساء في الابن الحبيب الذي أرسله صاحب الكرم أخيرا إلى عبيده العصاة والذين أمسكوه وقتلوه ، صورة واضحة ليسوع ومصيره المحتوم الوشيك الوقوع . لقد كانوا من قبل يتآمرون على قتل ذاك الذي قد أرسله الآب إليهم كآخر إنذار . وفي الهلاك الذي حل بأولئك الكرامين غير الشاكرين ظهرت صورة واضحة المعالم لهلاك من سيقتلون المسيح. ML 560.3