مشتهى الأجيال
الطاعة أفضل من الذبيحة
تطلع يسوع إلى تلك الذبائح البريئة فرأى كيف أحال اليهود تلك المحافل العظيمة إلى مشاهد للقسوة وسفك الدماء . فبدلا من التوبة والانسحاق على الخطية أكثروا من تقديم الذبائح كما لو أن الله يتمجد إذ تقدم له خدمة فاترة بلا قلب . أما الكهنة والرؤساء فقد قسوا قلوبهم بالأثرة والطمع . لقد جعلوا نفس الرموز التي كانت تشير إلى حمل الله وسيلة للربح القبيح ، وهكذا ضاعت قدسية خدمة الذبائح وتلاشت عن أذهان الشعب وقلوبهم إلى حد كبير . فثار غضب يسوع إذ علم أن دمه المزمع أن يسفك لأجل خطايا العالم سيستهان به تماما كما استهين بدماء الذبائح التي كانت تسيل كنهر دائم الجريان. ML 553.3
كان المسيح قد ذم تلك التصرفات على أفواه الأنبياء . فلقد قال صموئيل: “هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة، والإصغاء أفضل من شحم الكباش”. وإذ رأى إشعياء بعين النبوة ارتداد اليهود خاطبهم كمن هم قضاة سدوم وعمورة قائلا: “اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم! أصغوا إلى شريعة إلهنا يا شعب عمورة: لماذا لي كثرة ذبائحكم، يقول الرب. اتّخمت من محرقات كباش وشحم مسمّنات، وبدم عجول وخرفان و تيوس ما أسر. حينما تأتون لتظهروا أمامي، من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دوري؟” اغتسلوا. تنقّوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني. كفوا عن فعل الشر. تعلّموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. أقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة” (1 صموئيل 15 : 22 ؛ إشعياء 1 : 10 — 12 و 16 و 17). ML 554.1
فذاك الذي لنفسه قد أعطى هذه النبوات يردد الإنذار الآن لآخر مرة . كان الشعب قد نادوا بيسوع ملكا على إسرائيل إتماما للنبوة . فرحب بولائهم وقبل أن يكون ملكا . وكان لابد له أن يتصرف كملك . لقد عرف أن محاولاته لإصلاح الكهنة الفاسدين محاولات فاشلة لا جدوى منها ، ومع ذلك فعمله لابد أن يتم . وينبغي أن يقدم للشعب العديم الإيمان البرهان على كونه مرسلا من قبل الله. ML 554.2