مشتهى الأجيال
الفصل الخامس والستون—لصوص في الهيكل
كان المسيح عند بدء خدمته قد طرد من الهيكل أولئك الذين دنسوه بتجارتهم المحرمة .وقد أوقع تصرفه ومنظر وجهه الإلهي العابس الرعب في قلوب أولئك التجار المت آ مرين .وعند نهاية خدمته عاد أيضا إلى الهيكل فوجده منجسا كما في المرة الأولى . كانت دار الهيكل الخارجية شبيهة بحظيرة فسيحة للماشية . فلقد اختلطت بأصوات الحيوانات ورنين قطع النقود أصوات مهاترات التجار ومشاجراتهم الغاضبة ، وكان بينهم بعض من يخدمون في الهيكل . كان أحبار الهيكل مشغولين في الشراء والبيع وفي استبدال قطع النقود . لقد كانوا مستعبدين للطمع وحب المال بحيث أنهم لم يكونوا أفضل من اللصوص في نظر الله. ML 553.1
إن الكهنة والرؤساء قلما كانوا يقدرون قدسية العمل الذي كان عليهم أن يضطلعوا به ، ففي كل سنة عندما كان يجيء ميعاد عيد الفصح وعيد المظال كانت تنحر آلاف الذبائح ، وكان الكهنة يأخذون الدم ويرشونه على المذبح . وكان اليهود قد ألفوا تقديم الدم ، وكادوا ينسون حقيقة كون الخطية هي التي أوجبت سفك دماء كل تلك الحيوانات . ولم يدركوا أن تلك الدماء كانت رمزا إلى دم ابن الله الحبيب الذي كان مزمعا أن يبذله من أجل حياة العالم. وأن مقدمي تلك الذبائح كان ينبغي أن تتجه عقولهم وانظارهم إلى الفادي المصلوب. ML 553.2