مشتهى الأجيال

434/684

الفصل السابع والخمسون—يعوزك شيء واحد

“وفيما هو خارج إلى الطريق، ركض واحد وجثا له وسأله: أيها المعلّم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟” (مرفس 10 : 17). ML 488.1

إن الشاب الذي سأل يسوع هذا السؤال كان رئيسا وكان ذا أموال كثيرة وفي مركز ذي مسؤولية . رأى المحبة التي أظهرها المسيح للأولاد الذين أتي بهم إليه ، ورأى كيف قبلهم بكل رقة ومحبة وأخذهم بين ذراعيه فالتهب قلب ذلك الشاب حبا للمخلص ، وقد نشأت في قلبه رغبة في أن يكون تلميذا له . وكان متأثرا تأثرا عميقا حتى أنه عندما رأى المسيح سائرا في طريقه ركض خلفه وإذ جثا عند قدميه سأله بكل اخلاص وغيرة ذلك السؤال الهام جدا لنفسه ولنفس كل إنسان قائلا: “ ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”. ML 488.2

قال له المسيح: “لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله” (مرقس 10 : 18). لقد رغب يسوع أن يختبر إخلاص ذلك الرئيس ويستخلص من فمه السبب الذي جعله يعتبره صالحا . فهل تحقق من أن الشخص الذي كان يتحدث إليه هو ابن الله؟ ماذا كان فكر قلبه الحقيقي الذي كان يجول في خاطره؟ ML 488.3

كان هذا الرئيس يقدر بره الذاتي تقديرا عظيما ولم يكن في الحقيقة يظن نفسه ناقصا في شيء ، ومع ذلك فهو لم يكن راضيا عن نفسه كل الرضى فلقد أحس بحاجته إلى شيء لم يكن يملكه . أفلا يمكن أن يباركه يسوع كما بارك الأولاد ويشبع حاجة نفسه . وجوابا على سؤاله هذا أخبره يسوع أن الطاعة لوصايا الله واجبة عليه جدا إذا أراد أن ينال الحياة الأبدية . واقتبس عدة وصايا تري واجب الإنسان نحو بني جنسه . وقد جاء جواب ذلك الرئيس حاسما إذ قال: “هذه كلّها حفظتها منذ حداثتي. فماذا يعوزني بعد؟” (متى 19 : 20). ML 488.4