مشتهى الأجيال
التعليم بروح المحبة
شجعوهم على التعبير عن محبتهم لله ولبعضهم البعض . إن السبب في كثرة عدد الرجال والنساء القساة القلوب في العالم هو أن المحبة الصادقة معتبرة ضعفا ، وهي من حين إلى آخر تخمد وتكبت . فالطبائع الصالحة في أولئك الناس خنقت منذ طفولتهم . فإذا لم يمكن لنور المحبة الإلهية وحرارتها أن يذيبا أنانيتهم وجحودهم فسيقضى على سعادتهم فتتلاشى إلى الأبد . إذا كنا نرغب في أن يكون لأولادنا روح المسيح المحب الرقيق ، والعطف الذي يبديه لنا الملائكة فعلينا أن نشجع دوافع الخير والإحسان الرقيقة في الأولاد منذ الطفولة. ML 485.2
علموا الأولاد أن يروا المسيح في الطبيعة . خذوهم إلى الخلاء تحت الاشجار الوارفة وفي الحدائق وفي كل أعمال الخليقة العجيبة علموهم أن يروا في كل ذلك تعبيرا عن محبة الفادي . علموهم أنه هو الذي وضع القوانين التي تسوس كل الخلائق الحية وأنه هو الذي وضع الشريعة لنا ، وأن القصد من كل هذه الشرائع هو سعادتنا وفرحنا . لا تتعبوهم بالصلوات الطويلة والمواعظ والتحذيرات المملة التي تجلب السآمة ، ولكن عن طريق مشاهد الطبيعة علموهم الطاعة لشريعة الله. ML 485.3
وإذ تكتسبون ثقتهم كتابعين للمسيح سيكون من السهل عليكم أن تعلموهم عن المحبة العظيمة التي بها قد أحبنا الله . وإذ تحاولون تبسيط حقائق الخلاص لأذهانهم وتوجهون التفاتهم إلى المسيح مخلصهم الشخصي ، فالملائكة سيكونون إلى جانبكم . والرب س ي عطي نعمة للآباء والأمهات حتى يسترعوا اهتمام صغارهم ويشوقوهم لسماع قصة وليد بيت لحم الجميلة ، قصة ذاك الذي هو في الحقيقة رجاء العالم. ML 486.1
إن يسوع عندما قال لتلاميذه ألاّ يمنعوا الأولاد من الإتيان إليه كان يخاطب تابعيه في كل الأجيال- موظفي الكنيسة والخدام والمساعدين وكل المسيحيين . إن يسوع يجتذب الأولاد ، وهو يأمرنا أن ندعهم يأتون إليه . وكأنما هو يريد أن يقول لنا أنهم سيأتون إذا لم تمنعوهم أنتم. ML 486.2