مشتهى الأجيال

431/684

أنموذج للوالدين

وعلى الآباء والأمهات أن ينظروا إلى أولادهم كأفراد صغار في أسرة الرب وهم ودائع بين أيديهم ليربوهم ليكونوا أهلا للسماء . وعلينا أن نعلمهم نفس الدروس التي قد تعلمناها من المسيح على قدر ما تستطيع عقولهم الصغيرة أن تقبل ، فنكشف لهم شيئا فشيئا عن جمال مبادئ السماء . وهكذا يصير البيت المسيحي مدرسة فيها يكون الآباء المعلمين الصغار تحت إشراف المسيح نفسه الذي هو المعلم الأعظم. ML 484.2

وفي محاولتنا هداية أولادنا إلى الرب ينبغي ألاّ ننتظر أن يكون البرهان الجوهري على تبكيتهم على الخطية الانفعال العنيف ، وكذلك ليس من الضروري معرفة الوقت المضبوط الذي فيه قد تجددوا . وعلينا أن نعلمهم أن يأتوا إلى يسوع بخطاياهم طالبين منه الغفران ومؤمنين بأنه يغفر لهم ويقبلهم كما قبل الأولاد ورحب بهم عندما كان في العالم. ML 484.3

إن الأم إذ تعلم أولادها أن يطيعوها مدفوعين بدافع حبهم لها فهي تعلمهم أول الدروس في الحياة المسيحية . إن محبة الأم تمثل أمام الولد محبة المسيح ، والصغار الذين يثقون بأمهم ويطيعونها يتعلمون أن يثقوا بالمخلص ويطيعوه. ML 484.4

كان يسوع مثالا ونموذجا للأولاد كما كان نموذجا للآباء . لقد تكلم كمن له سلطان وكان كلامه مصحوبا بقوة ، ومع ذلك ففي حديثه مع الناس الأشرار القساة لم ينطق بكلمة قاسية أو سمجة . إن نعمة المسيح في القلب تمنح الإنسان جلالا سماويا وتعقلا ولياقة . إنها تلين كل ما هو قاسٍ وتخضع كل عنف وصرامة وفظاظة وترشد الآباء والأمهات لمعاملة أولادهم كخلائق عاقلة كما يريدون هم أن يعاملوا . ML 484.5

أيها الوالدون ، عليكم وأنتم تربون أولادكم أن تتعلموا الدروس التي يقدمها لكم الله في الطبيعة . إذا أردت أيها الأب أن تعتني بشجيرة القرنفل أو الورد أو السوسنة فكيف تفعل ذلك؟ اسأل البستاني في ذلك عن العملية التي بها تجعل كل غصن وكل ورقة تنمو وتترعرع وتكون في عز نضارتها وتنمو في أعظم تناسق وأبهى جمال فهو يقول لك إنه لم يكن ليلمس تلك الأغراس الرقيقة بخشونة ولا أمسكها بقسوة أو عنف وإلا لانكسرت الأغصان الرقيقة . ولكنه أولاها اهتمامه والتفاتاته البسيطة المتكررة ، وبلل التربة بالماء وحرس تلك النباتات النامية من هبات الريح الشديدة ومن حرارة الشمس المحرقة . فجعلها الله تترعرع وتتفتح حتى اكتمل جمالها . ففي معاملتكم لأولادكم أيها الوالدون اتبعوا طريقة البستانى . وبلمساتكم الرقيقة وخدمات المحبة اجتهدوا في تكوين أخلاقهم على نموذج صفات المسيح. ML 485.1