مشتهى الأجيال
قوة للأم
إن يسوع يعرف العبء الذي تحمله كل أم على قلبها . فذاك الذي كانت له أم كافحت ضد الفقر والحرمان يعطف على كل أم مكافحة . ذاك الذي سافر سفرا طويلا لكي يزيل الجزع عن أم كنعانية جزعة ويزيح عن قلبها الأحزان هو مستعد لأن يفعل ذلك لكل أم في هذه الأيام . وذاك الذي أعاد إلى أرملة نايين وحيدها والذي إذ كان معلقا على الصليب يقاسي العذابات ذكر أمه ، يؤثر فيه في هذه الأيام منظر أي أم متألمة حزينة . وفي كل حزن وحاجة يمنح العزاء والعون . ML 483.2
فلتأتِ الأمهات بارتباكاتهن إلى يسوع وحينئذ سيجدن نعمة كافية تعينهن على تربية أولادهن . إن الأبواب مفتوحة أمام كل أم تريد أن تطرح أحمالها عند قدمي المخلص . فالذي قال: “دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم” لم يزل يدعو الأمهات ليأتين بصغارهن إليه لكي يباركهم . حتى الطفل الذي بين ذراعي أمه يمكنه أن يبيت في ظل القدير بواسطة إيمان أمه المصلية . لقد امتلأ يوحنا المعمدان بالروح القدس منذ ولادته . فإذا كنا نعيش في شركة مع الله يمكننا نحن أيضا أن ننتظر من الروح الإلهي أن يشكل أخلاق صغارنا منذ أيام طفولتهم الباكرة. ML 483.3
رأى يسوع في الأولاد الذين جيء بهم إليه الرجال والنساء الذين سيكونون ورثة نعمته ورعايا ملكوته . وبعض منهم كانوا مزمعين أن يموتوا شهداء في سبيله . لقد عرف أن هؤلاء الأولاد سيصغون إلى تعاليمه ويقبلونه فاديا لهم بأسرع مما يفعل الكبار الذين كان كثيرون منهم حكماء في أمور هذه الدنيا ولكنهم كانوا قساة القلوب . وفي تعليمه للصغار نزل إلى مستواهم . فذاك الذي هو جلال السماء لم يترفع عن أن يجيبهم عن أسئلتهم ويبسط لهم تعاليمه الهامة لتناسب أفهامهم الصبيانية ، فغرس في عقولهم بذار الحق الذي كان لينمو بعد سنين ويأتي بثمار للحياة الأبدية. ML 483.4
إنه حق ثابت أن الأولاد هم أكثر الناس قبولا لتعاليم الإنجيل وقلوبهم مفتوحة للتأثيرات الإلهية وقوية لتحتفظ بالدروس التي تقبلها . إن الأولاد الصغار يمكن أن يكونوا مسيحيين ولهم اختبار يتناسب مع أعمارهم . إنهم بحاجة إلى تعلم الأمور الروحية ، وعلى الوالدين أن يقدموا لهم كل الفرص والامتيازات حتى يمكن أن تتشكل أخلاقهم على شبه صفات المسيح. ML 484.1