مشتهى الأجيال

427/684

يفرحون في الاضطهاد

إن توما لم يؤمن إلاّ بعدما وضع إصبعه في مكان الطعنة التي أحدثتها حربة الجنود الرومانيين ، وقد أنكره بطرس عندما كان متضعا ومهانا ومرذولا . فعادت إليهم تلك الذكريات المحزنة بكل وضوح . كانوا معه ولكنهم لم يعرفوا قدره . ولكن كم أثارت هذه الأمور نفوسهم والهبت قلوبهم الآن بعدما اكتشفوا عدم إيمانهم ! ML 479.1

وعندما تضافر الكهنة والرؤساء ضدهم وأُوقفوا أمام مجالس وطُرحوا في غياهب السجون فرح اتباع المسيح أولئك “لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أعمال 5: 41). فرحوا لأنهم برهنوا أمام الناس والملائكة أنهم قد أدركوا مجد يسوع واختاروا أن يتبعوه ولو كلفهم ذلك خسارة كل شيء. ML 479.2

وهذا حق الآن كما كان في عصر الرسل أنه بدون إنارة الروح الإلهي لا يستطيع الناس أن يروا مجد المسيح . إن المسيحية التي تثير الشكوك والمولعة بحب العالم لا يمكنها أن تقدر حق الله وعمله كما يجب . وإن أتباع السيد لا يوجدون بين أحضان الراحة أو الكرامة الأرضية أو التشبه بالعالم . ولكنهم يتقدمون سائرين في طريق الكدح والاتضاع والعار ، وإن مصارعتهم “ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس 6 : 12). وإننا نجد الآن كما في أيام المسيح أن الكهنة والفريسيين هم الذين يسيئون فهم المؤمنين الذين في عصرهم ويعيرونهم ويضطهدونهم. ML 479.3

إن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة . وإنجيل نعمة الله بروحه التي هي روح إنكار الذات لا يمكن أن يكون على وفاق مع روح العالم . فالمبدآن متناقضان . “ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً” (1 كورنثوس 2 : 14). ML 480.1