مشتهى الأجيال

420/684

يقع بين اللصوص

قال يسوع: “إنسان كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوص، فعرّوه وجرّحوه، ومضوا وتركوه بين حيّ وميت. فعرض أن كاهناً نزل في تلك الطريق، فرآه وجاز مقابله. وكذلك لاوي أيضاً، إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله” (لوقا 10 : 30 — 32). لم يكن ذلك منظرا خياليا بل حادثا وقع بالفعل وكان معروفا بأنه قد حدث كما صوره المسيح تماما . وقد كان الكاهن واللاوي اللذان جازا مقابل الرجل الجريح حاضرين مع الجمع الذي كان يصغي إلى كلام المسيح. ML 472.1

إن المسافر من أورشليم إلى أريحا كان عليه أن يعبر جانبا من برية اليهودية . كان الطريق ينحدر في واد ضيق موحش صخري وكان اللصوص يغيرون عليه وكان أحيانا كثيرة مشهدا للقسوة والجرائم . ففي ذلك المكان هوجم المسافر وجرد من كل ما هو غال وثمين . وضرب وأصيب بجروح وترك بجانب الطريق مطروحا وهو بين حي وميت .وفيما هو ملقى على قارعة الطريق مر في تلك الطريق الكاهن ولكنه اكتفى بإلقاء نظرة على الرجل الجريح . وبعده أقبل اللاوي . هذا الرجل دفعه الفضول لمعرفة ما قد حدث فاقترب من الجريح المتألم ونظر إليه . وقد عرف ذلك الرجل واجبه ولكنه كان واجبا غير محبب إلى نفسه . وكان يتمنى لو لم يمر في تلك الطريق حتى لا يرى ذلك الجريح . وقد أقنع نفسه بأنه لا شأن له بذلك الرجل الجريح. ML 472.2

لقد كان ذانك الرجلان يمارسان خدمة مقدسة ويدعيان أنهما من مفسري الكتب المقدسة ، ومن تلك الطبقة المختارة خصيصا كي تكون نائبة عن الله وممثلة له أمام الشعب . فوجب على كل من الكاهن واللاوي “أن يترفق بالجهال والضالين” (عبرانيين 5 : 2)، ويرشد الناس في فهم محبة الله العظيمة لبني الإنسان . إن العمل الذي قد دعي إليه كلا من الكاهن واللاوي للقيام به كان هو نفس العمل الذي وصفه يسوع على أنه عمله عندما قال: “روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية” (لوقا 4 : 18). ML 472.3