مشتهى الأجيال

419/684

“من هو قريبي”

اكتشف ذلك الناموسي أنه كاسر للناموس ، وتبكت أمام كلام المسيح الفاحص . إن بر الناموس الذي ادعى أنه يفهمه لم يمارسه في حياته ممارسة عملية . إنه لم يظهر محبة للقريب . وكان مطلوبا منه أن يتوب ، ولكن بدلا من ذلك أراد أن يبرر نفسه . وبدلا من الاعتراف بالحق حاول أن يبرهن على مقدار حفظ الوصية عمليا . وهكذا حاول تفادي التبكيت وتزكية نفسه في نظر الناس . وقد برهن كلام المخلص على أن سؤاله لم يكن له داع حيث أنه هو كان يمكنه الإجابة عنه بنفسه . ومع ذلك فقد قدم سؤالا آخر قائلا: “ومن هو قريبي؟” (لوقا 10 : 29). ML 471.1

كان هذا السؤال سببا في كثير من المنازعات التي لا نهاية لها بين اليهود . ولم يكن عندهم أي شك بالنسبة إلى الوثنيين والسامريين ، فقد كان هؤلاء أقواما أعداء وغرباء .ولكن كيف يمكن التمييز بين شعب أمتهم وبين طبقات المجتمع؟ ومن هم الذين يجب أن يعتبرهم الكاهن والمعلم والشيخ من الأقرباء؟ لقد قضوا حياتهم في ممارسة طقوس متشابكة ليصيروا طاهرين ، وعلموا الناس أن ملامستهم للشعب الجاهل العديم الاكتراث تلصق بهم نجاسة كانوا يلتزمون بأن يبذلوا جهودا مضنية للتطهر منها- فهل كان عليهم أن يعتبروا الناس “النجسين” أقرباء لهم؟ ML 471.2

ومرة أخرى تحاشى يسوع الدخول في منازعات ومجادلات كما أنه لم يشهر بتعصب أولئك الذين كانوا يراقبونه ليحكموا بإدانته . ولكنه في مثل بسيط رسم أمام أذهان سامعيه صورة لفيض المحبة الدافقة التي مصدرها السماء . وقد تأثرت كل القلوب وأمكنه أن يستخرج من فم ذلك الناموسي اعترافا بالحق. ML 471.3

إن الوسيلة الفعالة لطرد الظلام هي إدخال النور ، وأفضل وسيلة لتعامل مع الخطإ هي تقديم الصواب والحق . إن إعلان محبة الله هو الذي يكشف عن تشويهات الخطية في القلب الذي يتركز في الذات. ML 471.4