مشتهى الأجيال
الفصل الرابع والخمسون—السامري الصالح
في مثل السامري الصالح يصور لنا المسيح طبيعة الديانة الحقيقية . ويرينا أنها لا تنحصر في النظم أو العقائد أو الطقوس بل في القيام بأعمال المحبة وبأعظم خير للآخرين وبالصلاح الحقيقي. ML 470.1
بينما كان المسيح يعلم الشعب: “إذا ناموسي قام يجربه قائلاً: “يا معلّم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟” (لوقا 10 : 25). فباهتمام عظيم ولهفة شديدة انتظر الجمع العظيم سماع الجواب . لقد فكر الكهنة والمعلمون في إيقاع المسيح في شرك بكونهم أوعزوا إلى ذلك الناموسي بأن يسأله ذلك السؤال . ولكن المخلص لم يشتبك معه في جدال ، بل طلب من السائل نفسه أن يجيب عن السؤال فقال له: “ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ؟” (لوقا 10 : 26). كان اليهود لا يزالون يتهمون يسوع باستخفائه بالشريعة المعطاة في سيناء ، ولكنه أحال السؤال عن الخلاص إلى حفظ وصايا الله. ML 470.2
فقال الناموسي: “تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك مثل نفسك” (لوقا 10 : 27). فقال له يسوع: “بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا” (لوقا 10 : 28). ML 470.3
إن ذلك الناموسي لم يكن راضيا عن موقف الفريسيين وأعمالهم . فظل يدرس الكتب المقدسة رغبة منه في معرفة معناها الحقيقي . كان مهتما بالأمر اهتماما حيويا فسأل السيد في إخلاص قائلا: “ماذا أعمل؟” وإذ أجاب عن مطاليب الشريعة مر على جميع الفرائض والطقوس مر الكرام . فهو لم يعتبر تلك الأشياء ذات قيمة ومنه قدم المبدأين العظيمين اللذين بهما يتعلق الناموس كله والأنبياء . فهذا الجواب الذي امتدحه المسيح أوقف المخلص موقفا حسنا مع المعلمين . فلم يستطيعوا أن يدينوه لكونه قد امتدح ما أجاب به أحد مفسري الناموس. قال له يسوع: “افعل هذا فتحيا” (لوقا 10 : 28). لقد قدم الشريعة كوحدة إلهية، وبهذا الدرس علمنا أنه لا يمكن حفظ وصية ونقض أخرى لأن نفس المبدأ يسري عليها جميعها . إن مصير الإنسان رهن بحفظه كل الناموس . فالمحبة الفائقة لله والمحبة غير المغرضة للإنسان هما المبدآن اللذان ينبغي أن يسودا الحياة كلها . ML 470.4