مشتهى الأجيال

401/684

الكهنة يقعون في الفخ

فعادوا يستجوبونه قائلين: “ماذا صنع بك؟ طيف فتح عينيك؟”. جعلوا يمطرونه بأسئلتهم لعلهم يربكونه فيحسب نفسه قد خدع . وكان الشيطان وأعوانه من الأبالسة منحازين إلى الفريسيين . وقد وحدوا كل جهودهم وخبثهم من المحاباة البشرية لكي يبطلوا مفعول تأثير المسيح . لقد أضعفوا الاقتناع الذي كان متأصلا في عقول الكثيرين . كما أن ملائكة الله كانوا هم أيضاً في ميدان القتال لتشديد عزيمة الذي أبصر. ML 449.3

كان الفريسيون موقنين أنهم لا يتعاملون مع أي واحد غير ذلك الرجل الجاهل المولود أعمى ، و لم يعرفوا ذاك الذي كانوا يناصبونه العداء . لقد أشرق النور الإلهي في مخ ا دع نفس الرجل المولود أعمى ، وإذ حاول هؤلاء المنافقون أن يشككوه فيما قاله ويجعلوه ينكره فقد أعانه الله على أن يبرهن بقوة إجاباته السديدة على إنه لا يمكن أن يؤخذ في أشراكهم . فأجابهم بقوله: قد قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون أن تسمعوا أيضاً؟ ألعلّكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟” (يوحنا 9 : 27 — 29). ML 449.4

لقد عرف الرب يسوع المحنة التي كان يجتاز فيها ذلك الرجل فأعطاه نعمة وكلاما بحيث صار شاهدا للمسيح . لقد كانت إجاباته توبيخا جارحا لمستجوبيه . لقد كانوا يدعون أنهم مفسرو كلمة الله وقادة الأمة الدينيون ، ومع ذلك فها واحد يصنع المعجزات ومع ذلك كانوا يجهلون جهلا قاطعا مصدر قوته وكل ما يتعلق بصفاته وتصريحاته . قال لهم الرجل: إن في هذا عجباً! إنكم لستم تعلمون من أين هو، وقد فتح عيني. ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة. ولكن إن كان أحد يتّقي الله ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئاً” (يوحنا 9 : 30 — 33). ML 449.5

لقد واجه الرجل مستجوبيه في ميدانهم ولم يستطيعوا الإجابة على حججه ، بل ذهل أولئك الفريسيون وسكتوا- لقد أبكمهم الذهول أمام كلامه الموجه القاطع الثابت . نعم صمتوا لمدى لحظات قصيرة ومن ثم لم الكهنة والمعلمون العابسون أطراف ثيابهم كأنما كانوا يخشون من أن تصيبهم عدوى ذلك الرجل ونفضوا غبار أرجلهم وجعلوا يقذفونه بوابل من شتائمهم قائلين له: “في الخطايا ولدت أنت بجملتك، وأنت تعلّمنا! فأخرجوه خارجاً” (حرموه) (يوحنا 0 : 34). ML 450.1

فسمع يسوع بكل ما حدث ، وإذ وجد الرجل بعد قليل قال له: “أتؤمن بابن الله؟” (يوحنا 9 : 35). ML 450.2