مشتهى الأجيال

375/684

احتمال أضعاف الضعفاء

إذا رد د الخاطئ التائب هذه الشهادة “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!” (يوحنا 1 : 29)، وثبت نظره في المسيح فلابد أن يصير إنسانا مجددا . فخوفه يتبدل إلى فرح وشكوكه إلى رجاء . ويمتلئ قلبه بروح الشكر فيفيض على لسانه . والقلب الحجري ينسحق ، ويفيض في النفس سيل دافق من المحبة . ويصير المسيح فيه ينبوع ماء حي ينبع إلى حياة أبدية . إننا عندما نرى يسوع رجل الأوجاع ومختبر الحزن عاملا على تخليص الهالكين وإذا به يهان ويحتقر ويستهزأ به ويطرد من مدينة إلى أخرى حتى تنتهي رسالته ، وعندما نراه في جثسيماني وعرقه ينزل كقطرات من الدم ويموت على الصليب في آلام مبرحة - عندما نرى كل هذا فلا تعود الذات تصخب لكي تلفت إليها الأنظار . فإذ ننظر إلى يسوع فسنخزى من فتورنا وعدم اكتراثنا ونومنا وتكاسلنا وطلب ما لأنفسنا . وحينئ ذ سنرضى أن نكون أي شيء أو لا شيء بالمرة حتى نقدم للسيد خدمة من القلب . وسنفرح إذ نحمل الصليب ونتبع يسوع أو نحتمل التجربة أو الاضطهاد أو العار لأجل اسمه العزيز ML 417.1

“فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضغفاء” (رومية 15 : 1). ينبغي لنا ألا نستخف بأي إنسان يؤمن بالمسيح مهما يكن إيمانه ضعيفا أو متعثرا في خطواته كما لو كان طفلا صغيرا . إننا بسبب ما عندنا من امتيازات قد حرم منها الآخرون- سواء أكان ذلك تعليما أو تهذيبا أو أخلاقا نبيلة أو تربية مسيحية أو اختبارا دينيا- فنحن مدينون لمن لم يكن لهم نصيب وافر مثلنا عن هذه الامتيازات . وعلينا أن نخدمهم بقدر ما نستطيع . فإن كنا أقوياء فلنسند أيدي الضعفاء . إن ملائكة المجد الذين هم في كل حين ينظرون وجه الآب الذي في السماء يسرون بخدمة أخوة الرب الأصاغر . وهم يعنون عناية خاصة بالنفوس المرتعدة التي عندها كثير من الأخلاق الشاذة والصفات الكريهة . والملائكة يوجدون دائما في الأماكن حيث الحاجة تقضي إلى خدماتهم ، أي مع أولئك الذين يخوضون غمار الحرب مع الذات والذين لا تشجع بيئتهم ولا ظروفهم على مواصلة النضال ، وفي هذه الحرب يتعاون أتباع المسيح الأمناء. ML 417.2