مشتهى الأجيال

376/684

الخروف الضال

ولو انغلب أحد أولئك الأصاغر وارتكب خطأ في حقك فواجبك يقتضيك أن تسعى إلى رده . فلا تنتظر حتى يخطو هو أول خطوة أو يبذل أول مسعى في سبيل الصلح . لقد قال يسوع: “ماذا تظنون؟ إن كان لإنسان مئة خروف، وضلّ واحد منها، أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال و يذهب يطلب الضال؟ وإن اتّفق أن يجده، فالحق أقول لكم: إنه يفرح به أكثر من التسعة والتسعين التي لم تضلّ. هكذا ليست مشيئة أمام أبيكم الذي في السماوات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار” (متى 18 : 12 — 14). ML 418.1

وفي روح الوداعة، “ناظراً إلى نفسك لئلا تجرّب أنت أيضاً” (غلاطية 6 : 1). اذهب إلى ذلك الخاطئ “وعاتبه بينك وبينه وحدكما” (متى 18 : 15). احذر من التشهير به أو إعلان خطئه على ملأ من الناس ، ولا تجلب العار على المسيح بكونك تشهر بالخطية أو الخطأ الذي قد ارتكبه ذاك الذي يحمل اسم المسيح . في غالب الأحيان ينبغي مصارحة المخطئ بخطئه ، وتبصيره بذلك الخطأ كي يستطيع أن يصلح نفسه . ولكن لا حق لك في أن تحكم عليه أو تدينه . ولا تحاول تزكية نفسك ولتكن كل مساعيك منصرفة إلى رده .ففي معالجة جروح النفس تدعو الحاجة إلى أرق اللمسات وألطف المشاعر . إنما تلك المحبة الفائضة من قلب ذبيح جلجثة هى التي تجدي هنا لا سواها فعلى الأخ أن يتعامل مع أخيه بكل رقة وعطف . واعلم يقينا أن الذي يرد خاطئا “يخلّص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا” (يعقوب 5 : 20). ML 418.2

ومع ذلك فقد لا يكون هذا المسعى مجديا . ولذلك قال المسيح: “خذ معك أيضاً واحداً أو اثنين” (متى 18 : 16). فربما تفلح المساعي والجهود المتحدة حيث لم تنجح مساعي الأخ الأول . وحيث أنهما لا ينحازان إلى أحد طرفي النزاع فسيقومان بمساعيهما في غير تحيز . وهذه الحقيقة تجعل لمشورتهما وزنا وقيمة عظيمة في نظر الشخص المخطئ. ML 419.1

فإن لم يسمع منهم ، حينئذ وليس قبل ذلك ، ينبغي أن تعرض القضية على جمهور المؤمنين . فلتتحد الكنيسة نيابة عن المسيح في الصلاة والتوسل الحبي حتى يرد المخطئ .إن الروح القدس سيتكلم في خدامه متوسلا إلى الضال حتى يرجع إلى الله . يقول بولس الرسول بوحي إلهي: “كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله” (2 كورنثوس 5 : 20). فالذي يرفض هذا الطلب من تلك الهيئة المتحدة معا يكون قد فصم العرى التي تربطه بالمسيح وهكذا يبتر نفسه من شركة الكنيسة . ومنذ ذلك الحين ، يقول يسوع: “ليكن عندك كالوثني والعشّار” (متى 18 : 17). ولكن ينبغي عدم اعتباره مقطوعا أو محروما من رحمة الله . فلا يحتقره أو يهمله إخوته السابقون بل يجب معاملته بكل رقة وإشفاق كأحد الخراف الضالة التي لا يزال المسيح يسعى في ردها إلى حظيرته. ML 419.2