مشتهى الأجيال
العثرات
لماذا هذه اللغة الغيورة الجادة وذلك الكلام الذي لا يمكن أن يوجد كلام أقوى منه ؟ “لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك” (متى 18 : 11). أفيكون تلاميذه أقل تقديرا لنفوس بني جنسهم من تقدير ذاك الذي هو صاحب الجلال في السماء ؟ لقد تكلفت كل نفس ثمنا غاليا . فما أرهب خطية كوننا نضل نفسا واحدة أو نبعدها عن المسيح ، إذ بذلك تكون محبة المخلص واتضاعه وآلامه عبثا بالنسبة إلى تلك النفس . ML 416.1
“ويل للعالم من العثرات! فلا بد أن تأتي العثرات” (متى 18 : 7). إن العالم لكونه ملهما من الشيطان لا بد أن يقاوم أتباع المسيح محاولا أن يقوض إيمانهم ويلاشيه ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي قد اتخذ اسم يسوع المسيح ومع ذلك يرتكب ذلك الشر . إن سيدنا يلحقه العار بسبب أولئك الذين يدعون أنهم يخدمونه ومع ذلك يصورون صفاته أسوأ تصوير فينخدع بهم كثيرون ويسيرون في طريق الضلال. ML 416.2
فكل عادة أو عمل من شأنه أن يوقع أي إنسان في الخطية ويجلب العار على المسيح يحسن بنا طرحه بعيدا عنا مهما تكن التضحية . إن ما يهين الله لا يمكن أن يكون ذا نفع لأي إنسان . وأن بركة الله لا تستقر على أي إنسان يحاول الانتقاض على مبادئ الحق الأبدية . وإن خطية واحدة نبقيها في قلوبنا ونعتز بها كافية لأن تهوي بالأخلاق وتضل الآخرين . فإذا كان لابد من قطع اليد أو بتر الرجل أو قلع العين لأجل صيانة الجسد من الموت فكم يجب علينا أن نكون أكثر غيرة في طرح الخطية بعيدا عنا حتى لا تهلك النفس! ML 416.3
في الخدمات الطقسية كان يضاف الملح إلى كل تقدمه . وهذا ، كتقديم البخور ، كان يدل على أن بر المسيح وحده هو الذي يجعل خدمتنا مرضية لله . وقد أشار يسوع إلى هذا العمل قائلا: “كل ذبيحة تملح بملح”، “ليكن لكم في أنفسكم ملح، وسالموا بعضكم بعضاً”، (مرقس 9 : 49، 50). إن كل من يريدون أن يقدموا أنفسهم “ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله” (رومية 12 : 1) عليهم أن يقبلوا الملح المخلص أي بر مخلصنا وحينئذ يصبحون “ملح العالم” فيوقفون الشر المتفشي بين الناس عند حده كما أن الملح يحفظ من الفساد “متى 5 : 13). ولكن إن فسد الملح وصار بلا ملوحة ولم يبق غير الاعتراف بالتقوى دون محبة المسيح فلا توجد قوة تعمل للخير . ولا يمكن للنفس أن تبذل مجهودا أو تأثيرا لخير العالم . ويسوع يقول: إن نشاطكم ومقدرتكم على رفع شأن ملكوتي يتوقفان على قبولكم لروحي . ينبغي لكم أن تكونوا شركاء في نعمتي لكي يمكنكم أن تكونوا رائحة حياة لحياة . وحينئذ لن يكون هنالك مجال للتنافس أو التناحر ، ولا يطلب أحدكم ما لنفسه ولا يتحرق أحد على احتلال أرفع مكان ، وستكون قلوبكم عامرة بالمحبة التي لا تطلب ما لنفسها بل تطلب الخير للآخرين. ML 416.4