مشتهى الأجيال
السماوات تنفتح
فلما استيقظ التلاميذ رأوا فيض المجد الذي كان يغمر الجبل وينيره . وفي خوف وذهول يشخصون في سيدهم الذي يتألق بالنور. وإذ تقوى عيونهم على احتمال ذلك النور العجيب يكتشفون أن سيدهم ليس وحده إذ كان معه اثنان من السماويين يتحدثان معه وجها لوجه ، وهما موسى الذي كان قد تحدث مع الله على جبل سيناء ، وإيليا الذي منح امتيازا عظيما ، امتيازا لم يتمتع به أحد غيره هو وشخص آخر فقط من جميع بني آدم- ألا يسود عليهما الموت أبدا. ML 399.2
قبل ذلك التاريخ بخمسة عشر قرنا وعلى جبل الفسجة وقف موسى ينظر إلى أرض الموعد ، ولكن بسبب خطيته التي كان قد ارتكبها في مريبة لم يسمح له بالدخول إليها . فلم يكن له أن يتمتع بامتياز إدخال الشعب إلى ميراث آبائهم . وقد توسل إلى الرب في حزن وانسحاق قائلا: “دعني أعبر ورأى الأرض الجيدة التي في عبر الأردن، هذا الجبل الجيد ولبنان” (تثنية 34 : 25). ولكن طلبه رفض . لقد حرم حتى من ذلك الرجاء الذي أنار ظلمات تجوالهم في البرية مدى أربعين سنة . وكانت خاتمة تلك السنين سني التعب والمشقة والهموم الضاغطة على القلب في البرية قبرا في ذلك القفر . ولكن ذلك “القادر أن يفعل فوق كل شيء، أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر” (أفسس 3 : 20) أجاب صلاة عبده على هذا القياس. لقد خضع موسى للموت ولكن لم يكن له أن يبقى في القبر ، فلقد أعاده المسيح إلى الحياة . إن الشيطان المجرب كان قد ادعى لنفسه الحق في جسد موسى لأنه كان قد أخطأ . ولكن المسيح المخلص أخرجه من القبر (يهوذا 9). ML 400.1
إن موسى وهو على جبل التجلي كان شاهدا لنصرة المسيح على الخطية والموت ، وهو يمثل أولئك الذين سيخرجون من قبورهم في قيامة الأبرار . أما إيليا الذي أصعد إلى السماء بدون أن يرى الموت فيمثل أولئك الذين سيكونون أحياء على الأرض عند مجيء المسيح ثانية ، والذين يتغيرون “في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير” عندما “هذا المائت يلبس عدم موت” ز “هذا الفاسد .. عدم فساد” (1 كورنثوس 15 : 52 — 53). كان يسوع محاطا بنور السماء ، كما سيظهر عند مجيئه “ثانية بلا خطيّة للخلاص” لأنه سيأتي “بمجد أبيه مع الملائكة القديسين” (عبرانيين 9 : 28 ؛ مرقس 8 : 38). لقج تم آنئذ وعد المخلص لتلاميذه . فعلى الجبل كان ملكوت المجد العتيد ممثلا بكيفية مصغرة- فالمسيح هو الملك ، وموسى يمثل القديسين المقامين من قبورهم ، وإيليا يمثل القديسين الذين ستتغير أجسادهم. ML 400.2