مشتهى الأجيال
ينادون بالحق
في تلك السفرة الأولى كان على التلاميذ أن لا يذهبوا إلا إلى الأماكن التي ذهب إليها يسوع قبلهم وكان له فيها أصدقاء. وكان تأهبهم للرحلة غاية في البساطة . لم يكن يسمح لهم بشيء من شأنه أن يبعد عقولهم عن عملهم العظيم أو يثير عداء الناس ومقاومتهم ويغلق باب الخدمة في المستقبل. ولم يكن يسمح لهم بأن يلبسوا ملابس معلمي الدين أو أي زي يميزهم عن طبقة الفلاحين الوضعاء ، كما لم يكن مسموحا لهم بدخول المجامع ليجمعوا الشعب لخدمة عامة ، بل كان يجب أن يقصروا عملهم على الكرازة في البيوت.ولم يكن لهم أن يضيعوا الوقت في تحيات لا داعي لها أو الانتقال من بيت إلى بيت ليستضيفهم الناس . ولكن في كل مكان كان عليهم أن يقبلوا كرم ضيافة من هم مستحقون أي من يرحبون بهم ترحيبا قلبيا كما لو كانوا هم المسيح نفسه . وعند دخولهم أي بيت كان عليهم أن يبادروا أهله بهذه التحية الجميلة : “سلام لهذا البيت” (لوقا 10 : 5). فذلك البيت كان يبارك بصلواتهم وتسبيحاتهم وقراءة كلمة الله في محيط العائلة. ML 327.3
كان على هؤلاء التلاميذ أن ينادوا بكلمة الحق ويعدوا الطريق لمجيء معلمهم. والرسالة التي كان عليهم أن يحملوها كانت كلام الحياة الأبدية ، وكان مصير الناس معلقا على قبول السامعين للحق أو رفضه . ولكى يقنعوا الناس بعظمة كلمة الله أمر يسوع تلاميذه قائلا: “ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجاً من ذلك البيت أو من تلك المدينة، وانفضوا غبار أرجلكم. الحق أقول لكم: ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الذين حالة أكثر احتمالاً مما لتلك المدينة” (متى 10 : 14 و 15). ML 328.1