مشتهى الأجيال
خدمة شفاء
إن يسوع في خلال سني خدمته كرس وقتا أطول لشفاء المرضى مما للكرازة. وقد شهدت معجزاته لصدق تعاليمه وأنه لم يأتِ ليهلك بل ليخلص . لقد سار بره أمامه ومجد الرب جمع ساقته ، وأينما ذهب كانت تسبقه أخبار رحمته ، وأينما كان يمر كان الناس موضوع رحمته ورأفته يفرحون بالصحة ويستعملون قواهم الجديدة التي منحت لهم مجددا. كان جماهير الناس يزدحمون حول التلاميذ ليسمعوا منهم عن العظائم التي قد صنعها الرب . فكان صوته أول صوت سمعه كثيرون منهم ، وكان اسمه أول كلمة نطقوا بها ، ووجهه أول وجه نظروه . إذاً فلماذا لا يحبون يسوع ويذيعون تسبيحه ؟ إنه عندما كان يجول في المدن والقرى كان يشبه تيارا حيويا ينشر الحياة والفرح أينما ذهب. ML 326.3
وعلى أتباع المسيح أن يخدموا المسيح كما قد خدم هو. علينا أن نطعم الجياع ونكسو العراة ونعزي المتألمين والمتضايقين . علينا أن نخدم اليائسين ونلهم القانطين بالرجاء .وسيتم لنا نحن أيضاً هذا الوعد القائل: “يسير برّك أمامك، ومجد الرب يجمع ساقتك” (إشعياء 58 : 8). إن محبة المسيح المقدمة في الخدمة المنكرة لذاتها هي أفعل في إصلاح فاعلي الشر من حد السيف أو منصة القضاء . إن القانون الذي لا يرحم والسيف الذي يهلك لازمان لردع من يتعدون القانون ، ولكن الخادم المحب يستطيع أن يفعل أكثر من هذا . إن القلب يتقسى غالبا أمام التوبيخ ، ولكنه يذوب انسحاقا أمام محبة المسيح . والرسول لا يستطيع أن يخفف آلام الجسم وحدها ومنه يستطيع أيضاً أن يرشد الخاطئ إلى الطبيب العظيم الذي يستطيع أن يطهر النفس من برص الخطية . والله يقصد أنه عن طريق خدامه يسمع المرضى والعاثر والحظ والذين فيهم أرواح شريرة صوته . وعن طريق أتباعه يرغب الرب أن يعزي النفوس بكيفية بجهلها العالم. ML 326.4