مشتهى الأجيال

239/684

الكرامة في التواضع

إن أول كلام نطق به المسيح في مسامع تلك الجموع على ذلك الجبل كان كلام البركة فقال طوبى لمن يعترفون بأنهم مساكين روحيا ويحسون بحاجتهم إلى الفداء. إن الإنجيل كان سيكرز به إلى المساكين . فهو لا يعلن لمن قد أعمتهم الكبرياء الروحية الذين يدعون أنهم أغنياء ولا حاجة بهم إلى شيء ، ولكنه يعلن للمتواضعين والمنسحقي القلوب ، حيث يوجد ينبوع واحد مفتوح للخطية هو الينبوع المفتوح للمساكين بالروح. ML 277.1

إن القلب المتكبر يجاهد ليحصل على الخلاص باستحقاقه. ولكن وثيقة امتلاكنا للسماء وأهليتنا لها يوجدان كلاهما في بر المسيح . إن الرب لا يمكنه أن يفعل شيئا لإرجاع الإنسان وتخليصه ما لم يسلم نفسه لسلطان الله وهو مقتنع بضعفه ومتجرد من الإحساس بكفايته الذاتية . وحينئذ يستطيع أن ينال العطية التي ينتظر الرب أن يهبه إياها . إن الله لا يمنع شيئا عن النفس التي تحس بحاجتها . فيمكن أن يأتي ذلك الإنسان دون عائق إلى ذاك الذي فيه يحل كل الملء “لأنه هكذا قال العلي المرتفع، ساكن الأبد، القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح، لأحيي روح المتواضعين، ولأحيي قلب المنسحقين” (إشعياء 57 : 15). ML 277.2