مشتهى الأجيال

232/684

بطيء القلب

وعلى رأس جماعة من الجماعات التي أنقسم إليها التلاميذ نجد اسم فيلبس. كان هو أول تلميذ أصدر إليه يسوع أمره الواضح القائل: “اتبعني” وكان فيلبس من بيت صيدا مدينة أندراوس وبطرس . لقد كان يصغي إلى تعاليم يوحنا المعمدان وسمع إعلانه عن المسيح بأنه حمل الله . وكان فيلبس باحثا مخلصا عن الحق ولكنه كان بطيء القلب في الإيمان . فمع أنه ارتبط بالمسيح فإن الإعلان الذي قدمه عنه لنثنائيل يدل على أنه هو نفسه لم يكن مقتنعا اقتناعا كاملا بألوهية يسوع . ومع أنه قد جاء صوت من السماء معلنا أن المسيح هو ابن الله فإنه بالنسبة إلى فيلبس لم يكن أكثر من “يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة” (يوحنا 1 : 45). ومرة أخرى عند إشباع الخمسة الآلاف تبرهن أن فيلبس كان ينقصه الإيمان . فلكي يمتحنه يسوع سأله قائلا: “من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟” فكان جواب فيلبس دليلاً على عدم الإيمان إذ قال: “لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً” (يوحنا 6 : 5 و 7). وقد أحزن جوابه قلب يسوع . فمع أن فيلبس كان قد رأى أعمال السيد وأحس بقدرته فلم يكن عنده إيمان . وعندما سأل اليونانيون فيلبس عن يسوع لم ينتهز الفرصة ليقدمهم إلى المخلص ولكنه ذهب ليخبر أندراوس (راجع يوحنا 12: 20 — 22). ثم أنه في الساعات الأخيرة قبيل الصلب كان كلام فيلبس مما يثبط الإيمان إذ لما سأل توما يسوع قائلا: “يا سيد، لسنا نعلم أين تذهب، فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟” أجابه المخلص بقوله: “أنا هو الطريق والحق والحياة .. لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً”. وإذا بفيلبس يندفع في عدم إيمان قائلا: “يا سيد، أرنا الآب وكفايا” (يوحنا 14 : 5 — 8). هكذا كان ذلك التلميذ الذي رافق يسوع مدة ثلاث سنوات بطيء القلب ضعيف الإيمان. ML 268.2

ولكن على عكس إيمان فيلبس كانت ثقة نثننائيل الشبيهة بثقة الأطفال. لقد كان رجلا ذا طبيعة جادة وغيورة جدا ، وتمسك بإيمانه بالحقائق غير المنظورة ، ومع ذلك فقد كان فيلبس تلميذا في مدرسة المسيح . وقد صبر المعلم طويلا محتملا عدم إيمانه وبلادته . فلما حل الروح القدس على التلاميذ صار فيلبس معلما حسب فكر الله . كان يعرف ما يتكلم به وكان يتكلم بقوة إقناع عظيمة فتبكتت قلوب سامعيه. ML 269.1