مشتهى الأجيال
عاملون مع الله
لقد دعا يسوع تلاميذه ليكونوا وليعلنوا للعالم ما قد رأوه وسمعوه منه ، فكانت خدمتهم أجلَّ خدمة أسندت إلى بنى الإنسان وفي المرتبة الثانية بعد خدمة المسيح نفسه. كان عليهم أن يكونوا عاملين مع الله لأجل خلاص العالم . وكما أن الآباء الاثني عشر الأولين في العهد القديم وقفوا نوابا عن العبرانيين ، كذلك كان على الرسل الاثني عشر أن ينوبوا عن كنيسة العهد الجديد. ML 267.3
عرف المخلص صفات الرجال الذين اختارهم ، إذ كانت كل ضعفاتهم وأخطائهم مكشوفة أمامه ، كما عرف المخاطر التى كانوا سيجوزون فيها والتبعات التي ستلقى على كواهلهم. وكان قلبه يحن إلى أولئك الرجال المختارين. وقد قضى الليل كله وحده مصليا لأجلهم حين كانوا هم مستغرقين في النوم في أسفل الجبل . وعندما بزغ نور الفجر دعاهم لمقابلته إذ كان هنالك أمر هام يريد أن يقوله لهم. ML 267.4
كان هؤلاء التلاميذ قد صاحبوا المسيح إلى حين في العمل الناشط ، فكان يعقوب ويوحنا وأندراوس وبطرس وفيلبس ونثنائيل ومتى مرتبطين به أكثر من الباقين وقد شاهدوا المزيد من عجائبه ، وكان بطرس ويعقوب ويوحنا أقرب اليه من الجميع ، وكانوا معه كل الوقت تقريبا يشاهدون معجزاته و يسمعون أقواله. وقد دخل يوحنا إلى قدس أقداس الصداقة مع يسوع وامتاز على الباقين بكونه التلميذ الذي كان يسوع حبه . لقد أحبهم المخلص كلهم ، ولكن روح يوحنا كانت أكثرهم استيعابا . كان أصغر التلاميذ ، وبثقة تشبه ثقة الأطفال كشف مكنونات قلبه ليسوع ، وهكذا اشترك مع يسوع في عواطفه أكثر من الباقين ، وكان هو الذي قدم لشعبه أعمق التعاليم الروحية التي سمعها من المخلص. ML 268.1