مشتهى الأجيال

230/684

في هدوء الطبيعة

إن يسوع وهو يدرب تلاميذه فضل الانسحاب بعيدا عن ضوضاء المدينة ، إلى الحقول والتلال حيث الهدوء والسكون ، ليكون ذلك أكثر انسجاما مع دروس إنكار الذات التي أراد أن يعلمهم إياها. ومدى سني خدمته كان يحب أن يجمع الشعب حوله تحت القبة الزرقاء على جانب جبل اكتسى ببساط من العشب الأخضر ، أو على شاطئ البحيرة . فهنا إذ كان محاطا بخليقته وصنع يديه أمكنه أن يحول أفكار سامعيه من الأشياء المصنوعة إلى الأشياء الطبيعية إذ في وسط نمو الطبيعة وازدهارها أعلنت مبادئ ملكوته . وإذ رفع الناس أنظارهم إلى جبال الله لينظروا عجائب يديه أمكنهم أن يتعلموا دروسا ثمينة من الحق الإلهي . وكانت تعاليم يسوع تتكرر أمامهم في مناظر الطبيعة . وكذلك الحال مع من يذهبون إلى الحقول والمسيح في قلوبهم ، فهم يحسون بأنهم محاطون بتأثيرات مقدسة . إن أعمال الطبيعة تتضمن أمثال الرب وتكرر نصائحه وتعاليمه . إن الذهن إذ يكون في شركة مع الله في الطبيعة فهو يتسامى ، كما أن القلب يجد في ذلك راحة . ML 267.1

وكان لابد حينئذ من اتخاذ الخطوة التمهيدية لتنظيم الكنيسة ، حتى بعد انطلاق المسيح تنوب هي عنه على الأرض. لم يكن تحت يدهم بناء فخم ثمين ، ولكن المخلص قاد تلاميذه إلى مكان هادئ كان يحبه ، وفي تصورهم كانت الاختبارات المقدسة التي جازوا بها في ذلك اليوم مرتبطة إلى الأبد بجمال الجبل والسهل والبحر. ML 267.2