مشتهى الأجيال

229/684

الفصل الثلاثون— “أقام اثني عشر”

“ثم صعد إلى الجبل ودا الذين أرادهم فذهبوا إليه. وأقام اثني عشر ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا” (مرقس 3 : 13، 14). ML 266.1

في ظلال الأشجار المغروسة بجانب الجبل وعلى مسافة قصيرة من بحر الجليل دعي الاثنا عشر ليكونوا رسلا ، وألقيت الموعظة على الجبل. وكانت الحقول والتلال هي الأماكن المحبوبة التي كان يسوع يذهب اليها . وقد نطق بكثير من تعاليمه في الخلاء بدلا مما في الهيكل أو في المجامع . فلم يكن هنالك مجمع يتسع لكل الجموع التي كانت تتبعه ، ولكن لم يكن هذا هو السبب الوحيد الذي لأجله اختار السيد أن يعلم في الحقول والأحراج ، بل كان يسوع يحب مناظر الطبيعة ، ويعتبر كل معتكف هادئ هيكلا مقدسا. ML 266.2

تحت أشجار عدن اختار الساكنان الأولان مقدسهما ، وفي ذلك المكان كان المسيح يتحدث إلى الجنس البشري. فلما طرد أبوانا الأولان من الفردوس ظلا يعبدان الله في الحقول والأحراج ، وهناك كان المسيح يقابلهما ببشارة نعمته . والمسيح هو الذي خاطب إبراهيم تحت بلوطات ممرا ، وهو الذي تحدث مع اسحق حين ذهب ليصلي في الحقول في وقت المساء ، وهو الذي تكلم مع يعقوب على تلال بيت أيل ، ومع موسى بين جبال مديان ، ومع الفتى داود حين كان يرعى قطعانه . وبموجب تعليمات المسيح ظل الشعب العبراني مدة خمسة عشر قرنا يتركون دورهم لمدة أسبوع من كل عام ليسكنوا في مظال مصنوعة من أغصان خضراء مقطوعة من: “أشجار بهجة” وكانوا أيضاً يقطعون “سعف النخل وأغصان أشجار غبياء وصفصاف الوادي” لنفس الغرض (لاويين 23 : 40). ML 266.3