مشتهى الأجيال
جعلوه حملا ثقيلا
فلما ارتد اليهود عن الله وأخفقوا في تخصيص بر المسيح لأنفسهم بالإيمان ما عاد السبت ذا معنى أو دلالة بالنسبة إليهم . لقد كان الشيطان يحاول أن يمجد نفسه وأن يبعد الناس عن المسيح ، واجتهد في إفساد السبت لأنه رمز قدرة المسيح ، فتمم رؤساء اليهود إرادة الشيطان بإحاطة يوم راحة الله بمطاليب عسرة الحمل . وفي أيام المسيح كان السبت قد أصبح فاسدا جدا بحيث أن حفظه كشف عن أخلاق الناس الأنانيين المستبدين ، لا عن صفات الآب السماوي المحب . وفي الواقع أن معلمي اليهود صوروا الله كمن يضع شرائع يستحيل على الناس أن يحفظوها ، وجعلوا الشعب ينظرون إلى الله كما لو كان طاغية مستبدا ، كما جعلوهم يفكرون بأن حفظ السبت كما قد طلب الله يجعل الناس متصلبين قساة القلوب . وكان عمل المسيح أن يكتسح سوء الفهم هذا ويقضي عليه . ومع أن معلمي الناموس تعقبوه بعداوة لا تعرف الرحمة فلم يبد عليه أنه قد امتثل لمطاليبهم بل تقدم إلى الأمام حافظا السبت بموجب شريعة الله. ML 259.2
وفي أحد السبوت عندما كان المخلص وتلاميذه عائدين من مكان العبادة اجتازوا في حقل به حنطة ناضجة. وكان يسوع دائبا في عمله إلى ساعة متأخرة ، وفي أثناء مرورهم في الحقول ابتدأ التلامذ يقطفون سنابل القمح ويفركونها بأيدهم ثم يأكلونها . ولو حدث ذلك في غير يوم السبت لما كان هنالك أي اعتراض لأن من كان يعبر في حقل حنطة أو في بستان أو كرم كان له كامل الحرية أن يجمع ما يريد أن يأكله (انظر ما جاء في تثنية 23 : 24 و 25). ولكن التجرؤ على عمل ذلك في يوم السبت كان يعتبر تدنيسا له وانتهاكا لحرمته . وفضلا عن أن قطف السنابل اعتبر حصادا فقد اعتبر فركها بمثابة دراس للحنطة . وهكذا كان هنالك ذنب مضاعف حسب رأي المعلمين. ML 259.3
وسرعان ما اشتكى الجواسيس ليسوع قائلين: “ هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت!” (متى 12 : 2). ML 260.1
عندما اتهم يسوع بكسر السبت في بيت حسدا دافع عن نفسه بإثبات بنوته للآب وبإعلانه أنه يعمل على وفاق مع الآب . فلما هوجم التلاميذ الآن سرد للمتهمين مثالا من العهد القديم عن أعمال عملها في السبت أولئك الذين كانوا يخدمون الله. ML 260.2