مشتهى الأجيال
يوم راحة للجميع
لقد كانت وصية السبت ضمن الشريعة المعطاة في سيناء. ولكن لم تكن هي المرة الأولى التي عرِف فيها أن ذلك اليوم هو يوم الراحة . فلقد كان شعب إسرائيل يعرفونه قبل مجيئهم إلى سيناء ، وقد حفظوا السبت وهم في طريقهم إلى هناك . وعندما دنسه بعضهم وبخهم الله قائلا: “إلى متى تأبون أن تحفظوا وصاياي وشرائعي؟” (خروج 16 : 28). ML 258.3
لم يكن السبت لإسرائيل وحدهم بل لكل العالم. لقد أعلن للإنسان في جنة عدن ، وكغيره من الوصايا العشر المكتوبة على اللوحين لن يبطل التزام حفظه أبد الدهر . قال المسيح عن تلك الوصايا التي من بينها الوصية الرابعة: “إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس” وطالما الأرض والسماوات باقية فالسبت سيظل رمزا لقدرة الخالق. وعندما تعود جنة عدن إلى الظهور في الأرض مرة أخرى فكل من تظلهم السماء سيحفظون يوم الرب يوم الراحة المقدس ، ويكون “من سبت إلى سبت” أن كل من يسكن في الأرض الجديدة سيصعد “ليسجد أمامي، قال الرب” (متى 5 : 18 ؛ إشعياء 66 : 23). ML 258.4
لا توجد شريعة أخرى سلمت لليهود كانت هي المميز العظيم الذي به امتازوا على سائر الشعوب المجاورة كما كانت شريعة السبت. و قد قصد الله من هذا أن حفظ يوم السبت يخصصهم لذاته كعابديه ، كما كان ينبغي أن يكون رمزا لاعتزالهم عن عبادة الأوثان وارتباطهم بالإله الحقيقي . ولكن ينبغي أن يكون الناس أنفسهم قديسين حتى يمكنهم حفظ السبت مقدسا وبالإيمان يكونون شركاء في بر المسيح . وعندما قدم لإسرائيل هذا الأمر القائل: “اذكر يوم السبت لتقدّسه”. قال لهم الرب أيضاً: “تكونون لي أناساً مقدّسين” (خروج 20 : 8 ؛ 22 : 31). وبهذه الكيفية وحدها كان يمكن أن يكون السبت علامة لفرز إسرائيل كعباد الله. ML 259.1