مشتهى الأجيال
تذكار عمل الخلق
والذي خلق كل شيء هو ابن الله: “ في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله ... كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يوحنا 1: 1 — 3). وحيث أن السبت هو تذكار لعمل الخلق إذاً فهو علامة على محبة المسيح وقدرته. ML 257.3
إن السبت يتجه بأفكارنا إلى الطبيعة ويجعلنا في حالة ارتباط بالخالق. ففي أغاريد الطيور وحفيف الاشجار وموسيقى البحار لا نزال نسمع صوت ذاك الذي قد نادى آدم في جنة عدن في وسط هبوب ريح النهار . وإذ نشاهد قدرته في الطبيعة نتعزى لأن الكلمة التي خلقت كل شيء هي التي تتكلم بكلام الحياة للنفس . وذاك: “الذي قال: أن يشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح” (2 مورنثوس 4 : 6). ML 257.4
هذا الفكر هو الذي ألهم المرنم بهذه التسبيحة: “لأنك فرّحتني يا رب بصنائعك. بأعمال يديك أبتهج. ما أعظم أعمالك يا رب! وأعمق جداً أفكارك!” (مزمور 92 : 4، 5). ML 258.1
والروح القدس يعلن بلسان إشعياء النبي قائلا: “ فبمن تشبّهون الله، وأي شبه تعادلون به؟ .. ألا تعلمون؟ ألا تسمعون؟ ألم تخبروا من البداءة؟ ألم تفهموا من أساسات الأرض؟ الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب. الذي ينشر السماوات كسرادق، ويبسطها كخيمة للسكن .. فبمن تشبّهونني فأساويه؟ يقول القدّوس. ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا، من خلق هذه؟ من الذي يخرج بعدد جندها، يدعو كلها بأسماء؟ لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد. لماذا تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل: قد اختفت طريقي عن الرب وفات حقي إلهي؟ أما عرفت أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا .. يعطي المعيي قدرة، ولعديم القوة يكثر شدة”. “لا تخف لأني معك. لا تتلفّت لأني إلهك. قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين برّي”. “التفتوا إلي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر”. هذه هي الرسالة المكتوبة على صفحات الطبيعة والتي قد أفرز السبت لتظل ماثلة في الأذهان . وهذا هو أمر الرب لإسرائيل: “قدّسوا سبوتي فتكون علامة بيتي وبينكم” (إشعياء 40 : 17 — 29 ؛ 41 : 10 ؛ 45 : 22 ؛ حزقيال 20 : 20). ML 258.2