مشتهى الأجيال

218/684

التمسك بطقوس ميتة

لقد ظن الفريسيون أنفسهم أحكم من أن يكونوا بحاجة إلى تعليم ، وأبر من أن يكونوا بحاجة إلى خلاص ، وأكرم من أن يحتاجوا إلى الكرامة التي يمنحها المسيح فتركهم المخلص ليجد آخرين يقبلون رسالة السماء. وقد وجد في الصيادين الأميين والعشار الجالس عند مكان الجباية ، والمرأة السامرية ، والشعب البسيط الساذج الذي كان يسمعه بسرور ، الزقاق الجديدة التي توضع فيها الخمر الجديدة . إن الوسائط التي يستخدمها الله في عمل الإنجيل هي تلك النفوس التي بكل سرور تقبل النور الذي يرسله الله إليها . هذه هي الوسائط اللازمة لتبليغ معرفة الحق إلى العالم . فإذا كان شعب المسيح بفضل نعمته يصيرون زقاقا جديدة فسيملأهم بالخمر الجديدة. ML 254.1

إن تعاليم المسيح مع كونها قد شبهت بالخمر الجديدة فهي لم تكن تعاليم جديدة ، بل هي إعلان لما قد تعلمه الناس من البدء. ولكن حق الله كان قد فقد معناه وجماله الأصليين في نظر الفريسيين . وبالنسبة إليهم كان تعليم المسيح جديدا من كل الوجوه تقريبا ، فلم يقدروه ولا اعترفوا به. ML 254.2

أشار يسوع إلى قوة التعاليم الكاذبة على ملاشاة تقدير الحق والرغبة فيه ، فقال: “ وليس أحد إذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد، لأنه يقول: العتيق أطيب” (لوقا 5 : 39). إن كل الحق الذي قد أعطي للعالم بواسطة الآباء والأنبياء قد أريق عليه نور جمال جديد من أقوال المسيح . ولكن الكتبة والفريسيين لم يستسيغوا الخمر الجديدة الثمينة بل كانوا راغبين عنها . وما لم يفرغوا ذواتهم من التقاليد والعادات والممارسات القديمة فلن يكون هنالك مكان في العقل أو القلب لتعاليم المسيح . لقد تمسكوا بالطقوس الميتة وحولوا أنظارهم عن الحق الحي وقدرة الله. ML 254.3