مشتهى الأجيال
وليمة العشار
ساد على العشارين اهتمام عظيم فمالت قلوبهم إلى هذا المعلم الإلهي. وإذ كان متى فرحا سعيدا بتلمذته تاق إلى أن يجتذب زملاءه السابقين إلى يسوع ، ولذلك صنع ضيافة في بيته دعا إليها أقرباءه وأصدقاءه. ولم يدع العشارين وحدهم بل دعا أيضا آخرين ممن كانت سمعتهم موضع شبهة وقد جافاهم جيرانهم الأكثر تعصبا. ML 248.5
أقيمت تلك الوليمة إكراما ليسوع الذي لم يتردد في قبول تلك المجاملة. كان يعرف تماما أن ذلك سيغضب حزب الفريسيين وسيعرض مقامه هو للهوان في عيون الشعب. ولكنه لم يكن ليتأثر بالعادات في تنقلاته أو تصرفاته ، ولم يكن يقيم وزنا لوجاهة المظهر ، بل كل ما كان همة هو أن بجد نفسا ظامئة إلى ماء الحياة. ML 249.1
جلس السيد كضيف الشرف على مائدة العشارين ، وبعطفه ولطفه ومؤانسته برهن على تقديره للكرامة الإنسانية ، كما تاق أولئك الناس إلى أن يصيروا أهلا لثقته. فدخل كلامه إلى قلوبهم الظامئة بقوه محيية . واستيقظت في قلوبهم بواعث جديدة ، وفتح باب الحياة لهؤلاء القوم الذين كانوا معتبرين حثالة المجتمع ومنبوذين من جميع الناس. ML 249.2
وفي هذا الاجتماع تأثر كثيرون ممن سمعوا تعاليم المخلص ، ومع ذلك لم يعترفوا به إلاَّ بعد صعوده. وعندما انسكب الروح القدس وخلص ثلاثة آلاف نفس في يوم واحد كان بينهم كثيرون ممن سبقوا أن سمعوا الحق وهم على مائدة العشارين هذه ، وبعض منهم صاروا رسل الإنجيل . أما متى فقد اعتبر مثال المسيح ، وتصرفه في الوليمة درسا له ظل ماثلا أمامه دائما ، ثم صار هذا العشار المحتقر من أعظم المبشرين المكرسين ، وكان في خدمته يسير في إثر خطوات معلمه عن أقرب قرب. ML 249.3