مشتهى الأجيال

211/684

اختيار النصيب الصالح

“ فترك (متى كل شيء وقام وتبعه” (لوقا 5: 28). لم يكن ثمة تردد أو تساؤل. ولا تفكير في تلك الوظيفة المربحة التي تدر عليه ربحا وفيرا والتي يستبدل بها الفقر والمشقة، ولكن حسبه أنه سيكون مع يسوع ليسمع تعاليمه ويشاركه في عمله. ML 247.4

كذلك كانت الحال مع التلاميذ الذين قد دعوا من قبل. فعندما أمر يسوع المسيح بطرس ورفاقه أن يتبعوه ففي الحال تركوا السفن والشباك وساروا وراءه كان لبعض هؤلاء التلاميذ أقارب وأصدقاء يعولونهم ، ولكنهم عندما سمعوا دعوة السيد لم يترددوا ، ولا سأل أحدهم قائلا: كيف أعيش ومن يعول عائلتي؟ لكنهم كلهم أطاعوا الدعوة . وعندما سألهم يسوع بعد ذلك قائلا: “حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟ فقالوا: لا” (لوقا 22 : 35). ML 248.1

لقد قدم نفس الامتحان لمتى في ثرائه ولأندراوس وبطرس في فقرهما ، فقام كل منهم بنفس التكريس. وفي ساعة النجاح حين كانت الشباك ممتلئة بالسمك وحين كانت جوانب الحياة القديمة قوية سأل يسوع التلاميذ الذين كانوا عند البحر أن يتركوا كل شيء لأجل عمل الإنجيل . وهكذا يقدم الامتحان لكل نفس ليرى ما إذا كان شغفها بالخير الزمني أو شوقها إلى اتباع يسوع هو الأقوى. ML 248.2

إن المبادئ ملزمة للإنسان دائما. فلا يمكن لإنسان أن ينجح في خدمة الله ما لم يكن كل قلبه في العمل ويحسب كل شىء خسارة من أجل فضل معرفة المسيح . فالذي يقدم أية تحفظات واحتياطات لا يستطيع أن يكون تلميذا للمسيح بل بالحري لا يمكنه أن يكون عاملا معه . وعندما يقدر الناس الخلاص العظيم حق قدره فإن التضحية التي رؤيت في حياة المسيح سترى في حياتهم . وأينما سار فهم سيتبعونه فرحين. ML 248.3

إن دعوة المسيح لمتى ليكون تلميذا له أثارت عاصفة غضب عظيمة. فكون معلم ديني يختار عشارا ليكون واحدا من أتباعه المقربين كان إهانة عظيمة موجهة ضد العادات الدينية والاجتماعية والقومية . وإذ لجأ الفريسيون إلى تعصب الشعب كانوا يؤملون أن يثيروا مشاعرهم ضد يسوع. ML 248.4