مشتهى الأجيال
“الأصحاء ...”
وعندما علم معلمو إسرائيل بوجود يسوع في ضيافة متى انتهزوا تلك الفرصة لاتهامه ، ولكنهم فضلوا أن يهاجموه عن طريق التلاميذ ، فإذ يثيرون تعصبهم يمكنهم أن يحدثوا الوقيعة والجفاء بينهم وبين معلمهم. وكانت سياستهم ترمى إلى اتهام المسيح للتلاميذ واتهام التلاميذ للمسيح مصوبين سهامهم إلى المقتل . هذه هي الوسيلة التي استخدمها الشيطان منذ أوجد النفور في السماء . فكل من يحاول إيجاد النزاع والنفور والجفاء هم مدفوعون لعمل ذلك بنفس روح الشيطان. ML 249.4
سأل أولئك المعلمون الحاسدون التلاميذ قائلين: “ لماذا يأكل معلّمكم مع العشارين والخطاة؟” (متى 9: 11). ML 249.5
لم ينتظر يسوع حتى يدفع تلاميذه تلك التهمة ، بل أجابهم قائلا: “لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلّموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعوا أبراراً بل خطاة إلى التوبة” (متى 9 : 12، 13). كان الفريسيون يدعون أنهم أصحاء روحيا ولم يحسبوا أنهم بحاجة إلى طبيب ، وكانوا يعتقدون أن العشارين والأمم هالكون بأمراضهم الروحية لا محالة . أفلم يكن إذا عمله كطبيب يقتضيه أن يخف إلى نجدة تلك الفئة المحتاجة إلى معونته . لكن مع أن الفريسيين كانوا يفكرون في أنفسهم أفكارا عالية فقد كانوا في الحقيقة أسوأ حالا من أولئك الذين كانوا يحتقرونهم . كان العشارون أقل تعصبا واكتفاء بأنفسهم ، ولذلك كانوا أكثر استعدادا لتفهم الحق . قال يسوع لأولئك المعلمين: “اذهبوا وتعلّموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة”، وهكذا برهن لهم على أنهم مع ادعائهم بأنهم مفسرو كلمة الله كلنوا يجهلون روحها تماماً. ML 250.1
أبكم الفريسيون مؤقتا ولكنهم لم يزدادوا إلا إمعانا في عداوتهم للمسيح. وبعد ذلك ذهبوا يبحثون عن تلاميذ يوحنا المعمدان فلما وجدوهم حاولوا إثارتهم ضد المخلص . إن هؤلاء الفريسيين لم يقبلوا رسالة المعمدان . لقد كانوا يحتقرون زهده وعاداته الساذجة ولباسه الخشن وأعلنوا أنه متطرف . ولكونه وبخهم على ريائهم فقد قاوموا أقواله وحاولوا إثارة الشعب ضده . كان روح الله يرف على أولئك المزدرين مبكتا إياهم على الخطية .ولكنهم رفضوا مشورة الله وأعلنوا أن يوحنا به شيطان. ML 250.2