مشتهى الأجيال
الفصل الثامن والعشرون—لاوي — متى
من بين كل موظفي الرومان في فلسطين كان العشارون أبغض الناس لقلوب الشعب ، فكانوا ممقوتين أشد المقت. وحقيقة كون أمة أجنبية هي التي فرضت هذه الضرائب عليهم كان ذلك موضوع إثارة واهتياج دائمين لليهود إذ كان ذلك مذكرا دائما لهم بأنهم ليسوا أحرارا ولا مستقلين . ولم يكن الجباة والعشارون مجرد آلات في أيدي الرومان المستبدين، بل كانوا مغتصبين لحسابهم الخاص ، فكانوا يصيبون ثراء فاحشا على حساب الشعب . واليهودى الذي كان يقبل القيام بهذه الوظيفة على أيدي الرومان كان ينظر إليه كمن هو خائن لشرف أمته . وكانوا يحتقرونه كمن هو مرتد ، وكان يعتبر من أحط طبقات المجتمع . ML 247.1
كان لاوي متى ضمن أفراد هذه الطبقة ، وكان سيدعى ليكون خادما للمسيح بعد التلاميذ الأربعة الأولين في جنيسارت. وقد حكم الفريسيون على متى بمقتضى حرفته ، ولكن يسوع رأى في هذا الرجل قلبا مفتوحا لقبول الحق . كان متى قد أصغى لتعاليم المخلص ، وإذ كشف له روح الله المبكت عن شر قلبه تاق إلى طلب العون من المسيح ، ولكنه كان معتادا القيود التي قد فرضها معلمو الشعب فلم يكن يفكر في أن هذا المعلم العظيم سيلاحظه. ML 247.2
ولكن إذ كان هذا العشار جالسا عند مكان الجباية في أحد الأيام رأي يسوع قادما إليه ، كم كانت دهشته عظيمة حينما سمعه يخاطبه قائلا: “ ابتعني” (متى 9: 9). ML 247.3