مشتهى الأجيال
هزيمة الكهنة
أبكمت الدهشة الفريسيين وأصابتهم هزيمة ماحقة ، ورأوا أنه لا مجال لحسدهم الآن ليلهب الجمهور ضد يسوع. إن الآية التي أجريت في الرجل الذي كانوا قد أسلموه لغضب الله كان تأثيرها على الشعب عظيما بحيث إن المعلمين صاروا حينئذ مغمورين في زوايا النسيان. فلقد رأوا أن المسيح يملك قوة كانوا هم ينسبونها لله وحده ، ومع ذلك فإن عظمته الممتزجة باللطف والتواضع كان الفرق عظيما بينها وبين غطرستهم وكبريائهم ، فشملهم الارتباك والخجل إذ كانوا متحققين من وجود كائن سام جليل بينهم ، ولكنهم لم يعترفوا بذلك . وعلى قدر عظمة البرهان على أن ليسوع السلطان أن يغفر الخطايا على قدر ما اعتصموا هم بعدم إيمانهم ، فخرجوا من بيت بطرس الذي خرج منه المفلوج في ملء الصحة بقوة كلمة السيد ، ليتآمروا على إسكات صوت ابن الله. ML 245.4
إن المرض الجسدي مع أنه كان مميتا ومتأصلا في ذلك الإنسان فقد شُفي بقوة المسيح ولكن مرض الروح تمكن بكل قوة من أولئك اللذين أغمضوا عيونهم حتى لا ترى النور .إن البرص والفالج لم يكونا متعصبين كما كان التعصب وعدم الإيمان. ML 246.1
وعندما عاد المفلوج إلى بيته بعد شفائه كان هنالك فرح عظيم بعودته صحيحا معافى حاملا ، في يسر ، السرير الذي كان قد حمل عليه بكل رفق وأخذ إلى حيث كان المسيح منذ قليل. فتجمع أهل بيته حوله وفي عيونهم دموع الفرح وهم لا يكادون يصدقون عيونهم . لقد وقف الرجل أمامهم في ملء نشاط الرجولة . وتانك الذراعان اللتان كانتا بلا حياة صارتا قويتن وطوع إرادته . ولحم جسمه المتقلص المنكمش الداكن اللون عاد الآن كلحم صبي صغير ذا لون وردي جميل . وكان يمشي بخطوات قوية ثابتة . وارتسم الفرح والرجاء على كل تقاسيم وجهه ، وحلت سيماء الطهارة والسلام في مكان أثار الخطية والآلام ، وارتفعت تهاليل الشكر من جوانب ذلك البيت ، وتمجد الله في ابنه الذي قد أعاد الرجاء إلى ذلك الإنسان اليائس ، والقوة لمن كان مضروبا بمرض لا يرجى منه الشفاء .لقد كان هذا الرجل وأهل بيته مستعدين لأن يضعوا حياتهم لأجل يسوع ، ولم يعد يعكر إيمانهم أي شك ، كلا ولا أفسد عدم الإيمان ولاءهم لذاك الذي قد أدخل النور والسعادة إلى بيتهم المظلم الكئيب . ML 246.2