مشتهى الأجيال
دقة التوقيت السماوي
كان موضوع كرازة المسيح: “قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل”. هكذا كانت رسالة الإنجيل كما نطق بها المخلص مبنية على النبوات ومتممة لها . إن “الزمان” الذي أعلن أنه قد كمل كان هو المدة التي أعلم بها الملاك جبرائيل دانيال ، إذ قال له: “سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدّسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفّارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدّوس القدّوسين” (دانيال 9 : 24). إن اليوم في النبوة يعادل سنة . انظر ما ورد في عدد 14 : 34 و حزقيال 4 : 6. إن السبعين أسبوعاً التي هي 490 يوماً تمثل 490 سنة، وقد أعطيت بدء هذه المدة إذ قال له: “فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً” تسعة وستون أسبوعاً أو 437 سنة (دانيال 9 : 25). إن الأمر بإعادة بناء أورشليم الذي صدر به أمر الملك ارتحشتا لونجمانوس (انظر عزرا 6 : 14 ؛ 7 : 1، 9) قد نفذ في خريف 457 ق. م. وبعد مرور 483 سنة من ذلك التاريخ كان الوقت قد بلغ خريف سنة 27 م. وبموجب هذه النبوة كانت هذه المدة لتبلغ أيام مسيا أو المسيح. ففي سنة 27 م. مسح يسوع بالروح القدس في وقت عماده، وبعد ذلك بقليل بدأ خدمته. وحينئذ نودى بالرسالة القائلة “قد كمل الزمان”. ML 207.1
وبعد ذلك قال الملاك: “ ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد (سبع سنين) ”. وطوال سبع سنين منذ بدأ المخلص خدمته كان ينادي بالإنجيل لليهود بنوع خاص . وفي نصف هده المدة كان المسيح نفسه هو الكارز . وفي النصف الثاني كان الرسل يقومون بهذه المهمة “وفي وسط الأسبوع يبطّل الذبيحة والتقدمة” (دانيال 9 : 27). في ربيع عام 31 م قدم المسيح على صليب جلجثة كالذبيح الحقيقي . وحينئذ انشق حجاب الهيكل إلى اثنين دلالة على أن قدسية الخدمة الكفارية وأهميتها ومغزاها قد بطلت كلها . لقد جاء الوقت الذي فيه بطلت الذبائح والتقدمات الأرضية. ML 207.2
انتهى الأسبةع — السبع سنين — في عام 34 م، وحينئذ ختم اليهود على رفضهم الإنجيل، برجم استفانوس. فالتلاميذ الذين تشتتوا من جراء الإضطهاد “جالوا مبشّرين بالكلمة” (أعمال 8: 4). وبعد ذلك بقليل اهتدى وتجدد شاول المضطهد وصار بولس رسول الأمم. ML 207.3